هل هناك شك في أن ما حدث في مسرح البالون وبعده في ميدان التحرير وأمام وزارة الداخلية يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين كان مدبرا؟ فلا يوجد عاقل علي وجه الأرض يقتنع بأن من اقتحموا المسرح أو من قاموا باعمال عنف وحطموا السيارات والمحلات كانوا اشخاصا عاديين في طريقهم الي الفسحة أو شراء احتياجاتهم أو ماشابه ذلك من الأمور الحياتية أو أنهم من اسر الشهداء. نحن إذن امام مشهد تكرر في قسم الازبكية وفي شارعي رمسيس والجلاء ومن قبل ذلك في مناطق كثيرة ومرات ومرات بعد الثورة ومنها احداث الفتنة الطائفية. وليس الامر كما يبدو لي له علاقة بالشهداء وبأسرهم. الامر مخطط خارجي باتفاق مع بعض العناصر الداخلية التي اضيرت من الثورة وتخشي علي مكاسبها التي تحققت بالفساد والافساد في مصر قبل يناير المجيد. ولعل مايحضرني هنا تصريح للمجلس العسكري اكثر من مرة ان هناك من يشعلون الفتنة داخل مصر ومن يذكون الفوضي وهم معروفون.. والسؤال لماذا لايخرج علينا المجلس العسكري ليعلن علي الملأ وبوضوح من هم هؤلاء الاشخاص حتي يتم محاكمتهم؟ مايحدث في مصر يصل الي درجة الخيانة العظمي.. فلم يعد الامر مقصورا علي فلول النظام السابق أو أعضاء المجالس المحلية المنحلة بل تعداه الي عناصر خائنة لهذا الوطن تنفذ اجندات خارجية حتي يصل البلد الي حالة الانهيار التام فيبدأ مشروع التقسيم الذي تضعه الادارة الامريكية علي رأس مخططاتها في المنطقة. هل لاحظ الجميع تزامن الاحداث الاخيرة مع مطالب بعض اقباط المهجر بفرض الوصاية الدولية علي مصر. وبحل المجالس المحلية وباغراقنا في اشكالية الدستور اولا أم الانتخابات أولا؟ هل لاحظ الجميع ان كل ذلك تزامن مع رفض مصر شروط البنك الدولي للاقتراض وتصريحات مسئولي وزارة الزراعة بأننا اقتربنا من تحقيق حلم الاكتفاء الذاتي من القمح. وبالجهود الدبلوماسية لتحسين العلاقات مع دول افريقيا وايران؟؟! افيقوا ابناء مصر فالحرب تتشعل من الخارج والداخل.