* يسأل سالم السيد عبدالعزيز من المنصورة: رأيت شابا يصر علي صيام الدهر كله - اي كل يوم - ماعدا يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحي وهو منعزل عن الناس: ما حكم هذا الفعل؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر: يدعي بعض المتشددين أنهم يطبقون الدين بحزافيره من فرائض وسنة وهم أبعد الناس عن معرفة الشرائع التي شرعها الله عز وجل يظهر ذلك في أقوالهم وأفعالهم وتشددهم. فقد روي البخاري ومسلم وغيرهما ان ثلاثة رهط جاءوا الي بيوت النبي - صلي الله عليه وسلم - يسألون عن عبادته فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها - اي اعتبروا عبادتهم قليلة - قال أحدهم إني أصوم الدهر أبدا - اي كله - ولا أفطر وقال الآخر وأنا أصلي ولا أرقد وقال الثالث وأنا لا أتزوج النساء: فخرج إليهم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وقال لهم: أنتم القوم الذين قلتم كذا وكذا قالوا نعم فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - والله إني لأخشاكم وأتقاكم لله ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني". فهذا الحديث دعوة إلي الوسطية في الأمور والاعتدال في الصوم والزواج وغير ذلك ونبذ التشدد فالدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فيسروا وقاربوا. وهذا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أجاز للصحابة الإفطار في رمضان بسبب السفر في فتح مكة وقال فيمن شدد "هم العصاه" وكما قيل اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً. ألم يقل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله هذا تخفيف يطمع في صيام الدهر كله.. هذا هو الإسلام دين الاعتدال والوسطية في كل شيء فيسروا وقاربوا. * يسأل: عبدالسلام شعلان بالإدارة الزراعية بالمنوفية: ما معني قول الله تعالي: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات": ما المقصود من تبديل السيئات بحسنات؟! ** يجيب:جاءت الآية الكريمة بعد ان بين الله تعالي أهم الكبائر من قتل النفس حراما والشرك والزنا. فقال سبحانه وتعالي "ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات". قال الإمام الحسن يبدل الله إيماناً بعد الشرك وإخلاصاً بعد الشك وإحصانا بعد الفجور وقال غيره يجعل مكان السيئة التوبة وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إن السيئات تبدل بحسنات وقال البعض التبديل عبارة عن الغفران واستدل بحديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. ولقد جاء رجل إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وقال له أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئاً فهل له من توبة؟ قال أسلمت؟ قال أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله قال له هل تفعل الخيرات وتترك السيئات؟ قال نعم: قال وغدراتي وفجراتي يا نبي الله قال يجعلهن الله كلهن خيرات قال الرجل الله اكبر فما زال يكررها حتي تواري.. وفي تبديل السيئات رأيان الأول أنهم بدلوا مكان عمل السيئات بعمل الحسنات عن ابن عباس قال هم المؤمنون كانوا من قبل إيمانهم علي سيئاتهم فحولوهن إلي حسنات. الثاني ان تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح إلي حسنات. ففي الحديث الشريف إذا تاب العبد من ذنوبه أنسي الله حفظة ذنوبه وأنسي ذلك جوارحه وفي الحديث من سعادة المرء ان يطول عمره ويرزقه الله الإنابة.. رواه الترمذي. ولابد من التوبة النصوح والندم والعودة إلي الله ولهذا قال الله إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فاؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.