رغم موافقة العالم تحت مظلة الأممالمتحدة واعترافه بأحقية مصر في استخدام القمر الصناعي السلمي "إيجي سات" في الحرب علي الإرهاب الذي يهدد الشعب المصري وصدور قرار القيادة السياسية بأول استخدام مصري لهذه التقنية الفضائية بتزويد سلاح الجو المصري بصور دقيقة ترصد تحركات مجرمي "داعش".. أكد خبراء الفضاء والاستشعار عن بعد صعوبة استخدام الأقمار الصناعية المصرية في عمليات التجسس الدقيقة التي تستهدف مراقبة أشخاص بعينهم.. مشيرين إلي أن الأقمار الصناعية المصرية تعمل بنظام الاستشعار عن بعد وتستهدف الكشف عن أماكن المعادن. أما أقمار التجسس فهي غير موجودة في مصر وتصنيعها يتطلب تكاليف باهظة وتقنيات عالية. وبالتالي يمكن لمصر والدول العربية أن يتعاونوا لتصنيع هذا النوع من الاهتمام واستخدامه لاقتلاع جذور الإرهاب وتخليص الشعوب العربية من شروره. أكدت د.رباب هلال عبدالحميد والأستاذ المتفرغ بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن مصر لن تستطيع تصنيع أقمار التجسس أو استخدامها لارتفاع تكاليفها والتطور الرهيب في التقنيات المطلوبة.. وقالت: الآن بدأنا تصنيع الأقمار التي تعمل بنظام الاستشعار عن بعد من خلال برنامج الفضاء المصري التي يمكنها فقط أن تكشف عن أماكن المعادن وغيرها من الأشياء التي لا تتطلب تقنيات متقدمة. أضافت أن هناك العديد من الدول التي تستخدم أقمار التجسس لمراقبة أشخاص بعينهم والقبض عليهم.. كما حدث مع "بن لادن". ولكن إذا أرادت مصر الاستفادة من أقمار التجسس في الكشف عن الإرهابيين وتحركاتهم فلن يمكنها القيام بذلك منفردة. وينبغي التعاون مع بعض الدول العربية التي تعاني من الإرهاب للاشتراك في تصنيع أقمار التجسس ذات التكاليف العالية. أكد د.ممدوح عابدين رئيس قسم التطبيقات الجيولوجية بالهيئة القومية للاستشعار عن بُعد أن استخدام الأقمار الصناعية في الكشف عن المتورطين في العمليات الإرهابية أمر صعب لعدم قدرة الأقمار الصناعية لدينا علي التحليل والكشف الدقيق عن الأشخاص بعينها وأن لقاءها وسرعتها أقل بكثير من أن تري الأشخاص. يضيف د.عابدين أن الأقمار يمكن أن تري التجمعات والسيارات ولكن رؤية إنسان بعينه أمراً صعب لم يتم تجربته حتي الآن لأنه ليس لدينا القدرة الفيزيقية اللازمة لذلك. قال د.حسن علي أستاذ الإذاعة والتليفزيون ورئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا إن لأقمار التجسس فاعلية كبيرة في مراقبة الأشخاص والقبض عليهم. والدليل علي ذلك هو قيام أمريكا باستخدامها في الكشف عن مكان صدام حسين. وكذلك الاستعانة بهذه الأقمار للكشف عن تجار المخدرات والقبض عليهم في أمريكا اللاتينية. وبالتالي يمكن لمصر تأجير أقمار التجسس للعثور علي الإرهابيين ومثيري الفتن وكل من تسول له نفسه زعزعة أمن مصر واستقرارها. أكدت د.إلهام يونس رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بأكاديمية الشروق أن مصر ليس لديها تكنولوجيا متطورة للكشف أو ضبط الجناة الإرهابيين وبعد حادث قتل المصريين بليبيا علي يد "داعش" لم نستطع كشف هوية هؤلاء المجرمين رغم أن الصور موجودة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. موضحة أن الضربة الجوية التي وجهتها مصر ل "داعش" سبقها تدريبات جوية كشفت مخازن الذخيرة والأسلحة.