* سيدتي: منذ ثمانية أشهر وقع هذا الحدث.. قابلته وجذبني إليه بإصراره علي التعرف عليَّ.. أحاطني بشكل غريب.. صرح بحبه ورغبته في الزواج مني فسلمت له قلبي وتصارحنا بما تحمله مشاعرنا.. جاء وتقدم لخطبتي وبعد أن حددنا موعد الخطبة طلب تأجيلها لمدة ثلاثة أشهر والسبب أن اخته طلقت ويجب الانتظار حتي تمر شهور العدة وتتحسن نفسيتها وكان هذا التأجيل بناء علي طلب والده.. خلال هذه المدة التي تأجلت فيها الخطبة كنت أخرج معه وتعددت اللقاءات وتوطدت العلاقة بيننا وحدثت بعض التنازلات فكان يقبلني ويحضنني وذات مرة طلب مني ان نذهب معاً لزيارة بيتهم ورؤية والدته وأخته لكي أتقرب من أهله.. وفعلا ذهبت دون علم أسرتي.. ولكن يبدو أنها زيارة علي غير ما توقعتها فلم يعجب هذا أهله وخرجت نادمة وقررت ألا أزورهم ثانية حتي الزواج لكنني واصلت الخروج مع خطيبي.. ولكي يطمئنني لما يحدث بيننا من قبلات وأحضان كتب لي ورقة عقد زواج عرفي حتي لا نقع في الحرام.. لذلك كنت مطمئنة.. إلي ان وجدته يتهرب من لقائي وسألته عن السبب.. قال إن أهله غير موافقين عليّ وأنهم رافضون لهذا الارتباط.. وسألته عما كان يفعل معي؟ فكانت إجابته قاسية حيث قال: لا أعرف ماذا تقصدين.. نسي كل شيء بيننا وبعد ان كان يدافع عن حبنا أصبح يتنكر له.. امتنعت عنه فوراً ولكني لا أعرف نوع علاقتي به هل أنا زوجته حقاً كما قال لي؟ وهل يعتبر بعده عني بمثابة الطلاق؟ وهل يقبلني الله تائبة؟ المشكلة الثانية هي أنني بعد ان ذهب خطيبي بلا رجعة.. تقدم لي شاب ممتاز وأهلي موافقون عليه وأنه لن أجد مثله.. ولكني كنت قررت بأنني يجب أن اعترف له بكل ما سبق في حياتي ولكنني خائفة ألا يسامحني.. فهل أفعل لو خطبت له؟ هل اعترف له بما ارتكبت وبأنني تائبة وبأنه لم يلمسني منذ عرفت نواياه - نسيت أن أذكر لك أن عمري 26 عاماً وخريجة جامعة. ووالله أقسم لك أنني شريفة وغير لعوب.. أرجوك ساعديني. عزيزتي: لولا تداركك في النهاية وذكر اسمك وعمرك لظننت أن عمرك ستة عشر عاماً ولذلك استطاع هذا الشاب التغرير بك في هذا الشرك.. لكنك في السادسة والعشرين من عمرك وهذا ينفي عنك الجهل أو التهور فكيف بالله عليك يتقدم شاب ليخطبك وفجأة تتحول العلاقة من علاقة واضحة أمام الناس وتحت وهج الشمس إلي علاقة سرية وتقدمين له ما لا يستحقه!! أتصور ان هذا التصرف لا يجدر بك وقد تجاوزت مرحلة المراهقة بزمن. كان عليك ان تأخذي حذرك فطلاق أخته ليس عذراً خاصة انه اشترط مرور شهور العدة وكأنها من ستتزوج وليس أخيها.. وقبولك ان تزوريهم بمفردك ودون علم أسرتك.. كان عقابه سريعاً وهو سبب احتقارهم لهذا التصرف. فمن تتصرف هكذا دون علم أهلها كما فعلت تفعل أي شيء دون علم زوجها.. ثم من يدريك أن ابنهم لم يخبرهم بقصة الورقة العرفية.. كلها أسباب مقلقة للأسرة وللخطيب فمن تسمح بهذه التنازلات في البداية تسمح بما هو أكثر بعد الزواج ومثلها لا تؤتمن.. هذا هو المنطق الذي به تعاملت معك أسرة خطيبك أو من كان خطيبك.. يبقي سؤالك عن التوبة وهل يقبل الله!! بالطبع فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له وقال سبحانة وتعالي "ادعوني استجب لكم" فتوجهي بالدعاء إلي الله وإن شاء الله يقبلك تائبة - أما عن العريس الجديد فإذا كانت أخلاقه جيدة فاقبليه واعلمي يا عزيزتي انه لا يجب عليك البوح له بما كان فهذا يوقع بك في فخ لا تخرجين منه خاصة بعد توبتك النصوح بإذن الله.. لا تخبريه حتي لا تغرسي الشك في نفسه ناحيتك.. وفي حالة تجاوزه عن ذلك الخطأ يشك فيما بعد في أي تصرف.. وأظنك وعيت الدرس ولن تكرريه وأعلم أنك فتاة غير لعوب بإصرارك علي التوبة والندم وعلي البوح بما حدث للعريس الجديد كلها مؤشرات تدلل علي كونك فتاة محترمة ولكنك اخطأت وجل من لا يخطئ يا ابنتي.. وفي نهاية حديثنا أخبرك ان الورقة العرفي التي معك والتي كتبها.. لك هذا الشاب المستهتر ببنات الناس لا يجب ان تظل معك مزقيها فهي إدانة لك ولا تبرر ما حدث لأنه لم يكن زواجاً.. حتي الزواج العرفي يلزمه الإشهار والإعلان وما دون ذلك فهو لا زواج.. اقبلي العريس الجديد وتجاوزي تلك المحنة التي سيغفرها الله بالتوبة أكرر لك.. التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأول شروط التوبة الندم وعدم العودة للذنب.. وفقك الله وأسعدك.