المبدع الحقيقي والكبير لاتشغله مناصب . وسواء كان يحتل منصباً كبيراً أو حتي يجلس في بيته .مضطراً. فهو لايكف عن الفعل الثقافي الذي يراه طريقاً وحيداً وضرورياً للنهوض بهذا الوطن. هذا مافعله الشاعر مسعود شومان الذي يؤمن بأن المبدع عليه دور لابد من لعبه سواء كان هذا الدور من خلال مؤسسة يعمل فيها أو يرأسها . أو من خلال جهود ذاتية وشخصية. وبعد أن ترك مسعود شومان رئاسة هيئة قصور الثقافة لم يلق بسلاحه ويقول لنفسه فعلت ماعلي . لم يفعلها شومان الذي ظل حاضراً ومتواجداً في أغلب الفعاليات الثقافية شاعراً وناقداً ومحاضراً عن الفولكلور عشقه الأثير. ولم يكتف بذلك بل أسس صالونا ثقافياً مهماً وفاعلاً في بلدته شبين القناطر التي رأي أن شبابها وناسها في حاجة إلي الزاد الثقافي فأنشأ صالون شومان الثقافي الذي يعقد فعالياته بالنادي الرياضي بشبين دون تحمل أي أعباء مالية من النادي سوي استضافة الصالون بينما يتكفل شومان ومعاونوه ومنهم الكاتب مهدي محمد مهدي . بطباعة المنشورات الخاصة بالندوات واستضافة المشاركين والقيام بواجب الضيافة معهم. بدأ الصالون منذ ثلاثة أشهر باستضافة الشاعر الكبير محمود الشاذلي . واستطاع جذب المئات من أبناء البلدة الريفية واكتشاف العديد من المواهب في الشعر والفن التشكيلي والغناء . وأقام ورشاً لتعليم الخط . وورشاً لدراسة الأدب الشعبي وجمعه وأرشفته وتصنيفه. ولو فعلها كل مبدع في مدينته أو قريته لتغير وجه مصر تماما. يرفع الصالون شعار اكتبوا تحت الضلام بكره وهو شعار دال يشير إلي رغبة شومان في صناعة المستقبل حتي ولو كان ذلك في عز الظلام . لايأس مع الثقافة والفن والعلم التي يسعي شومان إلي نشرها بين أهله في شبين القناطر. ويقول مهدي محمد مهدي أمين عام الصالون إن الصالون يعني بتقديم الثقافة والفنون في محاولة لإزاحة القبح وإعلاء قيم الاستنارة . وتقديم أفكار خلاقة لدعم قيم الحق والخير والجمال . وذلك عبر تقديم مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي نستضيف خلالها مجموعة من رموز مصر الوطنيين في مختلف مجالات الثقافة والأدب والفنون . كما سنعمل علي اكتشاف أبناء المكان من الموهوبين بصورة تعلي من قيمتهم ونقدمهم للحياة الثقافية في مصر. وقد شارك المساء الأدبي في الحلقة الأخيرة من الصالون التي احتشد لها العشرات من أبناء شبين القناطر مستمتعين بالغناء الذي قدمه الفنان الموهوب حسني عامر وهو أحد الفنانين المثقفين الذين قرروا منذ البداية عدم الخضوع لشروط السوق وقدم فنه الهادف المحترم الذي يلقي إعجاب وحفاوة كل مثقف لديه قدر من الوعي. كما استمع الجمهور الذي ضم شباباً وأطفالاً وشيوخاً ورجال تعليم. إلي قصائد للشعراءعمار الفار . وكمال الصفتي الذي كلف ابنه علي بإلقاء قصيدته . ورضا شحاتة محمد . ويوسف ناصف . ونادر زكي عواد . ومحمد عبدالجواد. كما قدم الصالون للمرة الأولي شاعرة صغيرة تبدأ خطواتها الأولي هي سارة حسن التي كف بصرها ولم تستسلم للإعاقة بل تفوقت في دراستها وقرأت وثقفت نفسها بمساعدة والدها الرجل المكافح الذي أنجب ثلاث بنات كفيفات. التحقت واحدة منهن بأوركسترا النور والأمل عازفة علي التيشيلو وهي أسرة عموماً جديرة بالاحترام. وفضلاً عن الأمسية الشعرية والفنية التي قدمها مسعود شومان . تضمن الصالون ورشة للخط العربي أشرف عليها الفنان التشكيلي مصطفي غريب. وإذا كان من ملاحظة فهي تتعلق بمجلس إدارة النادي الرياضي الذي يجب أن يستغل وجود شاعر في حجم وقيمة مسعود شومان يريد أن يقدم شيئاً محترماً لوطنه. ويتعاون معه بشكل أكبر . خاصة أن شومان تلقي دعوات من عدة محافظات لإقامة الصالون بها نظراً لجديته وماحققه من نجاحات . لكن شومان يريد أن يظل الصالون في بلدته التي يراها أولي بالرعاية . وإن كان وافق علي تنقل الصالون بين المحافظات دون أن يؤثر ذلك علي إقامته في شبين القناطر في موعده وبشكل دوري. مجلس إدارة النادي الرياضي يجب أن يعلم أن مايقدمه شومان هو إضافة مهمة إلي النادي وأهل البلدة . إضافة ترسم المستقبل بالثقافة والفن وتواجه الإرهاب وتأخذ بيد الشباب إلي طريق النور. ولعل وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز يهتم بدعم هذا الصالون ويطالب بتعميمه في جميع مراكز الشباب خاصة أنه قائم علي جهد تطوعي من شاعر كبير لايسعي إلي شهرة أو مجد بقدر مايسعي إلي الإسهام في نهضة بلده وتنويرها وإنقاذها من بين براثن الإرهاب .. اهتموا بهذه التجارب ودعموها وقدروا أصحابها بدلاً من إهمالهم والتعامل معهم كأنهم غزاة جاءوا لخطف النادي وطلب فدية من الوزارة" متي نفهم ياناس؟!!!