النتائج اليومية لاستطلاع رأي المجلس الأعلي للقوات المسلحة حول فرص المرشحين المفترضين للانتخابات الرئاسية المقبلة عبر موقع المجلس علي الفيسبوك.. هل يمكن التعويل عليها كثيراً؟ لا. بالقطع. ليس لأن عالم الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت" عالم افتراض فحسب. لكن ايضا لأن القائمة المنشورة علي الصفحة افتراضية وليست رسمية بأي حال. حيث لم يتم فتح باب الترشيح بعد. علاوة علي أن كل الاسماء التي شملتها القائمة لم تقرر كلها الترشح بصفة نهائية وبعضها لم يلمح حتي بذلك. والحاصل أن الافتراضية هي سيدة الموقف علي الساحة الآن وليس في موضوع الترشيح الرئاسي فقط.. فنحن نفترض أشياء وعكسها في كل مناحي الحياة وفيما يتعلق بمستقبل البلاد والعباد. وننطلق من فرضيات معينة ثم نسارع بإطلاق أحكام قاطعة بناء عليها.. ومن ثم نحن ندور في دوامات وفراغات من الفرضيات والتداعيات المترتبة علي تلك الفرضيات. افتراض بتداعيات كارثية لو أجريت الانتخابات البرلمانية أولاً. وافتراض ثان مواز بأن الكارثة ستتحقق لو سبق إجراء الانتخابات صياغة دستور للبلاد يضع الأطر الصحيحة للانطلاق إلي المستقبل قبل السير في ظلام تشريعي دامس غير مأمونة مطباته وعواقبه. افتراض بضرورة ممارسة الضغوط باستمرار وبلا تأخير لتحقيق مطالب فئوية ربما تكون حقوقاً أو مكاسب ضائعة. وفي المقابل. هناك فرضية حكومية مضادة تري ضرورة الإنتاج أولاً كي يتسني حصد المكاسب وتوزيعها علي الجميع. بمن فيهم الفئات المضارة فعلاً. بين الفرضيات والفرضيات المتبادلة يتوه خيط الحقيقة غالباً. فلا نعرف الصح من الخطأ. خاصة لو كان لكل طرف منطقه وحججه أمام العامة. وفي المسألة الرئاسية مثلاً. لا يعقل أن المرشح المفترض حازم صلاح أبوإسماعيل آخر المنضمين للسباق الرئاسي المحتمل "لاحظ أن باب الترشيح مازال مغلقاً" يحل ثانياً وتالياً بعد شخص بوزن البرادعي ليسبق كل المرشحين ذوي الأوزان الأثقل. ما تفسير ذلك إذن؟ في رأيي أن هناك هجوماً إلكترونياً وقع من جانب أنصار المرشحين المفترضين علي الشبكة الإلكترونية علي الشبكة العنكبوتية لتسويد خانات مرشحيهم المحتملين للايحاء للمجلس الأعلي للقوات المسلحة أو الرأي العام بتمتع المرشحين المقصودين بشعبية عالية.. يفعل ذلك عدة أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين. هو في المحصلة ليس استطلاعاً للرأي بالمعني العلمي الصارم المتعارف عليه دولياً. وأشبه بالتصويت في البرنامج التليفزيوني "من سيربح المليون". التصويت جري بين عدد محدود منتقي "مفترضون" علي الشبكة العنكبوتية. ليسوا حقيقيين بالمرة.