ما أفهمه أن المصالح العليا للدولة أكبر من أي أيدلوجيات أو افكار عفا عليها الزمن والغالبية العظمي من المصريين هم مسلمون سنة وان المتشيعين أيا كان عددهم لن يصبحوا أغلبية أو حتي رقما مؤثرا في مصر مهما طال الزمن. هذه الحقيقة يجب أن نضعها نصب اعيننا لذلك فإن التعامل مع العلاقات الايرانية المصرية يجب ان يبدأ من منطلق المصالح المشتركة بغض النظر عن الاختلاف المذهبي بين المصريين والايرانيين وان يطالب أحمدي نجاد المجلس العسكري المصري المسئول عن ادارة شئون البلاد مؤقتا بالسماح للايرانيين بدخول مصر للسياحة وزيارة أولياء الله الصالحين وآل البيت لامر محمود يجب ان نقابله بالموافقة وبسرعة لانه من غير المنطقي ان تسعي دولة أيا كان لونها أو دينها أو افكارها لدعم قطاع السياحة المصري ثم نرجيء الأمر حتي نفكر. صحيح أن هناك مسئولاً ايرانيا اتهمته مصر بالتجسس ومحاولة الاضرار بمصالحها لكنني لست مع فكرة ان السياح الايرانيين سيؤثرون علي عقيدة المصريين أو علي أنهم سنية وليسوا شيعه . واذا كان المبدأ هو الخوف من الآخر فكان من الأولي بنا ان نغلق الأبواب امام اليهود الذين يأتون إلي مصر للسياحة ويقيمون شعائرهم جهارا نهارا ومولد سيدهم أبو حصيرة وما يرتكب فيه من جرائم أخلاقية خير شاهد علي ذلك.. هذه واحدة. أما تصريحات وزير السياحة بشأن جذب 20 مليون سائح لمصر سنويا واننا قادرون علي ذلك فرغم اتفاقي معه فيها الا انني سمعت مثل هذه التصريحات قبل الثورة آلاف المرات ولم يتحقق منها شييء وبالتالي أرجوه ان يكف عن اطلاق تصريحات غير مدروسة فأي ملايين ستفد الينا ونحن غير قادرين علي حماية انفسنا فكيف سنحمي السائح من البلطجة والانفلات الأمني. كان من باب أولي علي الوزير بدلا من اطلاق ذلك التصريح ومن قبله تصريح "نبحث الموافقة للايرانيين من عدمه علي دخول مصر" ان يصدر قرارات تضمن مشاركة اغلب الشركات السياحية في برامج السياحة الداخلية بدلا من ان تصبح قاصرة علي بضع شركات محدودة ومعروفة بالاسم تحصل علي الكعكة كاملة قبل الثورة وبعدها. هناك شركات سياحة صغيرة عددها كبير جدا ولديها موظفون كادوا يفقدون ارزاقهم بسبب "ضرب السياحة".. فهل هناك من ينقذها أم ستظل سياحة مصر منهوبة من قبل الكبار فقط؟.. هذا هو السؤال.