هل اتفقنا علي ألا نتفق؟! هذا السؤال يطرح نفسه بشدة إزاء ما نشاهده علي الساحة السياسية من اختلاف وجهات النظر حول اجراء الانتخابات البرلمانية أولاً أم تعديل الدستور. أيهما يسبق الآخر.. وأيهما فيه الصالح العام للوطن وللمصريين.. وهي القضية التي تصورنا انها حسمت بعد استفتاء 19 مارس الماضي عندما انحاز الشعب إلي الاستقرار وخرج إلي صناديق التصويت أكثر من 18 مليون ناخب بارادة حرة وبنسبة تصويت بلغت 41% من 45 مليون ناخب لهم الحق. يومها قال 14 مليون ناخب "نعم" لتعديل 9 مواد من الدستور والبدء في الانتخابات البرلمانية أولا ثم اعداد الدستور.. في حين قال 4 ملايين شخص لا.. أي ان الغالبية وهي 2.77 صوتت بنعم والأقلية التي بلغت 8.22 اختلفت. فجأة وبعد شهور وجدنا من يحاول الالتفاف علي هذه النتيجة وعلي الديمقراطية التي ارتضيناها لرسم معالم الطريق الجديد... وبدأت الدعوة لوضع الدستور أولاً تحت دعاوي ورؤي مختلفة منها ان الانتخابات البرلمانية غير ممكنة الان كما أنها ربما تشهد سيطرة فصيل بعينه والاستحواذ علي غالبية المقاعد وبالتالي يكون هذا الفصيل هو صاحب اليد الطولي في وضع الدستور.. وبالتالي فلن تعبر النصوص عن الطموحات والأماني التي نحلم بها جميعا في دولة مدنية ديمقراطية وسلطات محددة وغير واسعة أو فضفاضة لرئيس الجمهورية كما كانت من قبل. وسمعنا أيضاً من يرفض الانصياع لرأي الشعب بدعاوي ما أنزل الله بها من سلطان وان البسطاء لا يستطيعون الحكم علي الأمر بشكل صحيح.. في اشارة واضحة إلي ان ديكتاتورية النخبة هي التي يجب ان تسود وكأن الدعوة إلي الديمقراطية التي تبنتها من قبل هذه النخبة كانت سرابا. البعض يسعي الآن لجمع عشرات الملايين من التوقيعات من أجل البدء بالدستور أولاً..وغيرهم يهدد بنزول عشرات الملايين إلي الشارع للدفاع عن نتيجة الاستفتاء الذي ارتضينا نتائجه مسبقاً.. وأصبحنا بالفعل في أزمة ومرحلة ضجيج لابد ان نخرج منها وسريعا بعيداً عن تفاقم الأمور الذي ربما يصل بالجميع إلي طريق مسدود أو تفكك لا تحمد عقباه. لماذا لا نلتزم بما اتفقنا عليه ونبدأ بالبرلمان أولاً لاختيار اللجنة التأسيسية المكونة من 100 عضو يتم اختيارهم بعناية ودقة وارادة شعبية ويمثلون كافة الاتجاهات والفئات والطوائف لتضع مشروع الدستور "الحلم" بعدها يتم الاستفتاء وهي ضمانة تانيه حتي لا ينفرد فصيل بعينه بالرأي.. كما نسمع من البعض الآن؟! بصراحة اننا الآن في حاجة إلي الانطلاق لارساء كيان الدولة وان نبدأ في العمل والانتاج بعيداً عن حالة الشلل التي نراها والانفلات الذي فاق الوصف والوقفات الاحتجاجية التي زادت عن الحد. لابد ان نلتزم بالجدول الزمني الذي أعلنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة لنقل السلطة لأن هذا ما نحتاج اليه كشعب.. وهو الأمر الذي يصب في خانة الصالح العام لمصر الجديدة.. أما الاختلاف علي كل شيء وأي شيء والجدل بحق أو بدون.. فهذا خطر. مصر الجديدة لا تحتاج وصاية علي ارادة الشعب التي أعلنها في استفتاء حر شهد نسبة مشاركة- ولأول مرة- غير مسبوقة.. وآن الاوان ان نحترم هذه الارادة ولا نخالف الشرعية الديمقراطية والدستورية التي اتفقنا عليها بدعاوي أبسط ما يقال عنها انها ردة علي الديمقراطية التي ارتضيناها جميعا. يجب حسم الامر وفض الاشتباك الدائر الان وفوراً اما بمباديء حاكمة للدستور أو بمواد ساميه لا يتم تجاهلها. يا سادة الاتفاق ضرورة حتي تدور عجلة التغيير في الاتجاه الصحيح وفقا للامال الكبيرة التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير فهل نبدأ؟! لقطات: ** جودة عبدالخالق وزير التضامن: النظام الحالي لدعم الخبز "عملية شيطانية" * عايزين نشوف منك يا باشا "عملية ملائكية". ** رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية: اتجاه لبيع شركة النصر للسيارات. * تاني.. تاني.. راجعين للخيبة تاني؟!! ** تقرير كارثة: مصر تفقد 5 أفدنة زراعية كل "ساعة" * سبب هذه الكارثة أكيد "العقارب" اياهم. ** الصحة تسحب 5 أدوية لخطورتها علي الكبد * عقبال المحليات ما تسحب أكوام الزبالة لخطورتها علي الصحة ** صادق "الأحمر" يناشد العاهل السعودي منع صالح من العودة إلي اليمن * مش بس "الأحمر" دا كل "ألوان الطيف" ** التلاعب في توزيع الوحدات السكنية للشباب بكفر الشيخ * كفاية واسطة ومجاملات وكوسة.. حرام عليكو! ** قيام ضابط مرور بأسيوط بوضع كلابشات لسيارة شرطة مخالفة!! * برافو.. بركات الثورة بدأت تهل ** مصدر طبي: الاكتئاب يزور مبارك علي فترات متباعدة * ويا تري زيارات الكابوس.. أخبارها إيه يا دكاترة. ** وبشر الصابرين: قلبي مع هاني شاكر الفنان الجميل في مصابه الأليم.. إنا لله وإنا إليه راجعون