واصل فريق الأهلي لكرة القدم نزيف النقاط في مبارياته المؤجلة وخسر نقطتين جديدتين في سباق الوصول إلي القمة واللحاق بالزمالك المتصدر بعدما تعادل مع ضيفه بتروجت بهدف لكل فريق في المواجهة المؤجلة من الجولة السابعة عشرة للدوري. حصل الأهلي علي نقطة وحيدة ارتفع بها رصيده إلي 29 نقطة واصبح "محلك سر" بالمركز الرابع وبفارق 11 نقطة عن الزمالك المتصدر وان كان مازال أمامه مباراتان مؤجلتان أمام طلائع الجيش ثم الداخلية بينما ارتفع رصيد بتروجت إلي 25 نقطة بالمركز التاسع بعدما افلت بنقطة كان محتاجا إليها. وللحقيقة فإن الأهلي فقد بريقه مع مديره الفني جاريدو ولم يقدم العروض أو النتائج التي تعودت عليها الجماهير منه. غلب علي المباراة طابع السرعة خلال شوطيها من جانب الفريقين اللذين ظهرا بصورة مختلفة فقد كان الأهلي الأفضل من جميع الجوانب في الشوط الأول وحاصر بتروجت في الشوط الثاني وأهدر كل فرص التهديف بسبب عدم الدقة أو لتألق حارس الفريق البترولي. أهدر الأهلي فرصة الفوز في النصف الأول من المباراة بعدما اضاع لاعبوه فرصا محققة للتهديف وهز شباك مرمي الشناوي وفي وقت كان بتروجت تائها في الملعب ومستسلما هجوميا ومرتبكا دفاعيا بصورة واضحة للغاية فلم يسجل الأهلي سوي هدف سعد سمير والمؤكد أن لاعبيه ندموا كثيرا بعد اللقاء علي كل الأهداف المهدرة. كان الأهلي أفضل تماما في الشوط الأول ولعب نجومه كما يحلو لهم في ظل وجود تناغم وانسجام بين جميع خطوطه دفاعا وهجوما ودانت للفريق السيطرة علي وسط الملعب عن طريق حسام عاشور وحسام غالي وتريزيجيه مع تعاون واضح للمثلث الهجومي وليد سليمان وعبدالله السعيد وصلاح الدين سعيد. انقلب الحال في الشوط الثاني وسادت حالة من الارتباك فتراجع الأداء ككل ولم يفق اللاعبون إلا قبل النهاية بخمس عشرة دقيقة فقط فلم يسعفهم الوقت للعودة لتصدر المشهد برغم الضغط المكثف في كل أنحاء الملعب علي عكس فريق بتروجت الذي لم يقدم المنتظر منه في الشوط الأول وبدأ مفككا مفتقد للتوازن تماما فلا دفاع ولا هجوم وتمريرات غير سليمة وانتشار سيئ حتي في الدفاع. بدأ الأهلي الشوط الأول من اللقاء وهو ناوي علي هز الشباك وتمكن منذ اللحظات الأولي من السيطرة علي مجريات الأمور وقام بالضغط علي المنافس من جميع الجهات الجانبين والعمق. كانت الفرصة الأولي من نصيب عبدالله السعيد الذي بدأ اللقاء بالتشكيلة الأساسية ومن داخل منطقة الجزاء سدد السعيد لكن كرته ابتعدت عن مرمي الحارس محمد الشناوي. واصل الأهلي الضغط لاسيما بعدما تراجع لاعبو بتروجت بشكل غريب للخلف وركزوا في الدفاع فقط معتمدين علي الهجمات المرتدة السريعة والتي كانت نادرة علي مرمي شريف إكرامي. والملاحظ علي لاعبي فريق الأهلي تحركاتهم الواعية بالكرة وبدونها وانتشارهم الجيد في ملعب بتروجت ونتج عن ذلك ظهور الأهلي بصورة جيدة للغاية كانت أفضل من كل مبارياته السابقة. ثم يبدأ ظهور بتروجت هجوميا في محاولة يتيمة فاشلة بعد مرور ما يقرب من 30 دقيقة. ويرد تريزيجيه أحد أهم مصادر الخطورة بفريق الأهلي بانطلاقة بالكرة تجاه المرمي ويسدد ولكن الكرة تصطدم بأحد مدافعي فريق بتروجت وتفقد خطورتها تماما. ينقذ شريف إكرامي مرماه من هدف محقق لبتروجت بعدما خرج في التوقيت المناسب تماما لملاقاة بيكللي الذي يسدد في جسد إكرامي وتضيع فرصة احراز هدف. قبل دقيقة من انتهاء الوقت الاضافي للشوط الأول ينجح المدافع سعد سمير المتقدم لمساندة الهجوم في احراز هدف الأهلي الأول بعد تلقي تمريرة من محمد نجيب ليقوم سعد بالتمويه بلمحة جمالية رائعة ويراوغ المدافع سامح شوشة ويسدد بمهارة في الزاوية اليسري الضيقة للحارس أحمد الشناوي لتسكن الشباك وينتهي الشوط الأول لصالح الأهلي بهدف للاشيء. اختلف الحال مع بداية الشوط الثاني لفريق بتروجت بعدما باغت الأهلي بالهجوم المبكر بحثا عن ادراك هدف التعادل قبل فوات الوقت وخسارة النقاط الثلاث لاسيما وأنه لم يكن هناك ما يمنعه من الهجوم فلم يعد لديه ما يخاف عليه من الضياع. بالفعل ارتبكت خطوط الأهلي المنظمة وتراجع للدفاع بصورة غريبة أمام الضغط المكثف من جانب بتروجت خوفا من اهتزاز شباكه مما زاد من ثقة لاعبي الفريق الضيف. كاد الاثيوبي بيكللي يسجل بعد دقيقتين فقط من هذا الشوط بعدما وضعه ايهاب المصري بمواجهة المرمي داخل منطقة الجزاء لكنه سدد بجوار القائم الأيسر لشريف اكرامي. لم تتوقف محاولات بتروجت لادراك التعادل وتلقي إيهاب المصري الكرة داخل منطقة الجزاء والحكم معه محمد نجيب وسقط اللاعبين علي الأرض ليطلق الصباحي الحكم صافرته محتسبا ضربة جزاء لصالح بتروجت وعلي ما يبدو أن الحكم احتسبها علي سبيل التعويض عن الضربة التي تغاضي عنها في الشوط الأول وكانت اقرب من اللعبة الثانية كثيرا. المهم تصدي بيكللي لضربة الجزاء التي جاءت دراماتيكية كروية بعدما نجح شريف اكرامي في التصدي لها لكنها ارتدت إلي بيكللي مرة أخري الذي اسكنها الشباك بسهولة لأن مدافعي الأهلي كانوا يسيرون بهدوء وكأن الكرة لا تعنيهم ليتعادل بتروجت. بعد الهدف وعودة اللقاء إلي نقطة البداية من جديد توترت الأجواء داخل الملعب خاصة من جانب لاعبي الأهلي ودون أي مبرر علي الاطلاق مما أدي إلي تراجع الأداء الهجومي للأحمر. لم ينل التغيير من لاعبي الفريقين فقط بل من الحكم الصباحي ايضا الذي بدأ التوتر يشوب قراراته لاسيما بعد واقعة اعتداء حسين السيد باليد علي لاعب بتروجت محمد دبش بعد حوار قصير بينهما لكن الحكم لم يرالواقعة ولم يكلف نفسه الاستفسار من أحد معاونيه عنها لينجو حسين السيد من أي عقوبة الذي نال بعدها بقليل بطاقة صفراء في خطأ اخر ضده. أهدر عماد متعب فرصة محققة للتهديف وهو علي بعد خطوات من الثلاث خشبات بعد كرة اشبه بلعب البلياردو حيث سدد عبدالسعيد في البداية واصطدمت بقدم أحد مدافعي بتروجت وارتدت إلي وليد سليمان داخل منطقة الجزاء ليسدد بقوة ترتد من الحارس أمام عماد متعب الذي اعاد التسديد بجوار القائم الأيسر بغرابة شديدة. يتلقي وليد سليمان كرة عرضية بالمقاس يحولها دون أي مضايقة من جانب مدافعي بتروجت بالرأس لكنها خرجت ضعيفة ليمسك بها الشناوي بسهولة ويصل اللقاء إلي الوقت بدل من الضائع وبلغ ست دقائق قضاها الفريقان علي أعصاب من نار. لم تشهد تلك الدقائق الست سوي تسديدة من اسلام رشدي خرجت عالية بجوار القائم الأيمن للشناوي ولعبة برأس حسين السيد ضعيفة امسك بها الحارس وتسديدة اخيرة من تريزيجيه لينتهي اللقاء بالتعادل بهدف لكل فريق.