اختلف موقف أساتذة وأطباء الكبد حول تصريحات الحكومة المتكررة بالقضاء علي أمراض الكبد نهائياً من مصر خلال 5 سنوات.. فالبعض أكد أن هناك جهوداً حقيقية مبذولة تقوم بها الدولة لمحاصرة فيروس "سي" حيث توفير العلاج ل500 ألف شخص سنوياً وتدعم فرق مكافحة العدوي بالمستشفيات. فيما يري المعارضون أن إعتماد الدولة علي الدواء فقط ليس الحل للقضاء علي فيروس "سي" في ظل وجود مسببات المرض وان هذا الفيروس تحول إلي قضية صحية قومية ومصر تصنيفها الأول بين الدول في معدل الإصابة الذي بلغ من 15 إلي 20% مقارنة بالنسب العالمية التي لا تزيد علي 3% مؤكدين أن مواجهة هذا الفيروس الشرس يحتاج إلي توفير قاعدة بيانات بالمصابين مع مكافحة سبل العدوي مع وجود حملات كبيرة للتوعية. د. سمير عنتر "استشاري الحميات الكبد ومدير عام حميات إمبابة الأسبق" أكد أن ما وعدت به الحكومة بالقضاء نهائياً علي فيروس "سي" من مصر خلال الخمس سنوات القادمة يحتاج إلي خطة محكمة لمواجهة هذا المرض الذي يعد قضية صحية قومية ولها مشاكل وأبعاد كثيرة. أضاف أن مواجهة أي مشكلة يحتاج إلي توافر قاعدة بيانات وحتي الآن لم تتوافر لدينا إحصائية مؤكدة بعدد المصابين بفيروس "سي" كما أن الحكومة إذا إعتمدت في خطتها علي توفير أدوية بالملايين دون معالجة أسباب الأصابة والعدول فلن تنجح الحكومة في التصدي لمواجهة هذا المرض!! أشار د. عنتر إلي أن الدواء الذي تحاول الحكومة أن توفره لم يثبت حتي الآن فاعليته وعلي الجيل الرابع من الفيروس الموجود في مصر وبذلك تكون قد تكبدنا أدوية بالملايين دون أن نعالج مسببات المرض منوهاً إلي أن العدوي تنتقل عن طريق آلات جراحية ملوثة وآلات الوخز والتي تستخدم من شخص مصاب لآخر سليم مثل أدوات الحلاقة وعيادات الأسنان وجميع الوسائل التي تنتقل عن طريق الدم لذلك التوعية والتثقيف الصحي من أهم العوامل التي تساعد علي الوقاية من الاصابة. نوه د. عنتر إلي أهمية التوعية في وسائل الإعلام والمدارس وعن طريق رجال الدين وخبراء الصحة مع توفير البدائل وكذلك يجب حصر أسباب المرض بشكل علمي وعدم اعتماد الدولة علي العلاج فقط فالعلاج قد يشفي المرضي المصابين الآن لكن ماذا عن المسببات التي تصيب أخرين؟! د. سعيد شلبي "أستاذ أمراض باطنة وكبد بالمركز القومي للبحوث يقول: أن التصريحات التي تعلنها الحكوكة كل فترة بشأن القضاء نهائياً علي أمراض الكبد خلال 5 أعوام هو كلام غير منطقي ومن الصعب تحقيقه خلال هذه الفترة الوجيزة لأن مصر تصنيفها الأول في الإصابة بأمراض الكبد حيث تقدر معدلات الإصابة من 5 إلي 20% في حين أن معدل الاصابة عالمياً من 1.2% إلي 3%. تساءل د. شلبي: كيف نستطيع أن نقضي علي هذا المعدل الضخم من الأصابة خلال 5 سنوات؟.. وحتي إذا تكبدت الحكومة ملايين الجنيهات لتوفير العلاج فمسببات المرضي مازالت قائمة.. فكلها تنتهي من علاج البعض يظهر مصابين جدد.. مؤكدا أنه من الصعب القضاء التام علي الفيروس الا من خلال خطة قومية مدروسة تراعي جميع أبعاد ومسببات أمراض الكبد وحتي اذا تمت هذه الخطة علي أكمل وجه فتنفيذها يحتاج إلي سنوات طويلة. د. خيري عبدالدايم "نقيب الاطباء" يري أنه حتي الآن لم نر أية جهود تقوم بها الحكومة لمواجهة فيروس سي علي أرض الواقع فمكافحة فيروس "سي" له خطين أحدهما علاجي بتوفير الدواء للمرضي المصابين بالفيروس والتأكد من فاعلية الجيل التالي من السوفالدي علي الجيل الرابع الموجود في مصر والخط الثاني الوقائي والقضاء علي منابع الإصابة والتي تحدث من استخدام ادوات مصاب وانتقالها إلي سليم عن طريق الدم كجروح من خلال عيادات الأسنان والحلاقين والحقن وأدوات الحجامة وغيرها منوها إلي أهمية أن يسير خطي المواجهة بالتوازي بتقديم العلاج مع نشر التوعية والوقاية لمنع دخول مزيد من المواطنين في جدول المصابين. أضاف أن مصر هي الدولة الأولي عالمياً في معدل الأصابة بفيروس "سي" وأمراض الكبد واذا كانت هناك نية حقيقية لدي الدولة بالقضاء علي الفيروس فهذا يحتاج إلي إرادة سياسية وتطبيق عملي. د. محسن سلامة إستشاري كبد واستاذ المعهد القومي للكبد بالمنوفية: أكد أن الدولة بالفعل تبذل جهوداً قوية للقضاء علي فيروس "سي" والذي يزداد معدل الإصابة به يوماً بعد يوم وتقوم الدولة بالعمل علي اتجاهين توفير العلاج حيث توفر الحكومة السوفالدي لعلاج من 350 ألفاً إلي 500 ألف مواطن سنوياً. أضاف: أما علي الجانب الآخر فتسعي الحكومة لوقف إنتشار المرض من خلال نشر الرقابة الصحية وتدعيم فرق مكافحة العدوي بالمستشفيات مع تقديم الوعي الصحي بمصادر نقل العدوي وتجنبها وبذلك نستطيع أن نقلل من معدل الأصابة ونقضي علي فيروسات الكبد خلال مدة من 5 إلي 10 سنوات. د. محمد أحمد "أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث" أكد أن تصريحات الحكومة بمحاصرة فيروس "سي" والقضاء علي المرض من مصر يمكن تحقيقه خاصة وأن فيروس "سي" لن ينتقل إلا عن طريق الدم فهو السبيل الوحيد لإنتقال العدوي. أضاف أن الدولة عندما تقدم العلاج إلي مرضي الكبد فهذا يقلل إلي حد كبير أعداد المصابين إلي أن ينهي الفيروس وحتي مع وجود مصادر العدوي وعلي سبيل المثال أدوات الحلاق يتم استخدامها من شخص إلي آخر.. وهذا المصاب مع توفير العلاج يتحول إلي شخص سليم فليس هناك مشكلة من استخدام نفس الأدوات علي آخر مع تلاشي سبب إنتقال العدوي من تلوث هذه الأدوات.