لم أعاتب وزير الثقافة د.جابر عصفور علي عدم مشاركته في ترميم "مسرح الريحاني" وذلك لأنني أعلم بمدي المسئوليات الملقاة علي عاتقه ويكفيني متابعته للعمل من خلال موظفيه.. بهذه الكلمات بدأ المؤلف والمنتج أحمد الابياري حديثه ل "المساء" بعد ترميمه مسرح الريحاني علي حسابه الخاص لعرض مسرحية "بابا جاب موز". تحدث الإبياري عن تفاصيل المسرحية وكواليس العمل بين أبطالها الفنان طلعت زكريا ورانيا فريد شوقي وإدوارد ومروة عبدالمنعم ومي عمر ومزجه للأجيال طوال أعماله الفنية وعدم اعتماده علي نجم أوحد بالإضافة لرأيه في حالة الركود المسرحي التي عانينا منها طوال الفترة الماضية. * ماذا عن ردود الأفعال التي تلقيتها عن "بابا جاب موز"؟ * الحمد لله ردود إيجابية جداً حيث كانت أغلب الحفلات كومبليت لدرجة أن الجمهور لم يستطع حجز تذاكر في بعض الأيام وهذا دليل علي أنه عمل جيد استطاع أن يجذب الجمهور خاصة في هذا الشتاء القارص وأيام الامتحانات التي يعيشها الطلاب. * ألا تري أن هذه مغامرة منك أن تعرض في هذا التوقيت؟ * فكرة إنتاج المسرح نفسها حالياً تعتبر مغامرة نظراً للكم الهائل من المسلسلات التي يتم عرضها علي شاشات التليفزيون وهذا بالإضافة لوجود أحدث الأفلام علي الفضائيات ولكن حبي وإيماني للمسرح هو السبب الأساسي لارتباطي به لأن بداياتي كانت فيه واستمراري أيضاً فيه ومتعتي أجدها داخله. * ما السر وراء إعادتك لترميم مسرح "نجيب الريحاني" بمالك ومجهودك الشخصي؟ * في الحقيقة عندما استلمت المكان لم يكن بمسرح ولكن فكرت أنه لابد من عرض مسرحياتي في مكان محترم وعند دخول الجمهور لابد أن يكون المكان لائقاً للعرض وهذا كان واجباً علي للحفاظ علي شكل العمل المسرحي وبالفعل تم ترميم المسرح في غضون 70 يوماً. * لماذا لم تتلق أي مساعدات من وزارة الثقافة؟ * مسرح الريحاني ليس علي قائمة ترميمات وزارة الثقافة لأنه مسرح خاص ويكفي مسارح الدولة التي تحتاج إلي ترميم وميزانيات وعروض وأنا أعرف مدي مسئوليات ومهام وزير الثقافة ولا أعتب عليه حيث إنه يحرص علي الاطمئنان علي عروضنا من خلال موظفيه. * حدثنا عن تفاصيل المسرحية؟ * هذه المسرحية من نوعية الكوميديا الموسيقية التي تعتمد علي الاستعراضات وأهدف من خلالها إلي عودة الضحك للمسرح الكوميدي ورجوع المسرح لسابق عهده فمن المعروف عن أعمالي أنها كوميدية تتناول مشاكل اجتماعية. * ما الرسالة التي تريد توصيلها؟ * الفكرة الأساسية التي يقوم عليها النص هي المقارنات بين مجموعة من النماذج الإنسانية من خلال رصد المشاكل والمواقف التي تواجهها في المجتمع والتي كانت موجودة قبل وبعد الثورة. * معني ذلك أن هناك إسقاطات سياسية؟ * لا توجد إسقاطات سياسية صريحة لكنها متروكة لذكاء الجمهور وطريقة فهمه لها من خلال أوجاع كل شخص حيث إن مشاكل حياتنا اليومية مرتبطة بكل ما يدور حولنا كالسياسة والاقتصاد والأخلاق وخلال أعمالي التي أتناول أفكارها بشكل كوميدي أحاول دوماً إشعار الجمهور بأنه هو الذي يقف علي خشبة المسرح وأن المشاكل التي تعرض علي خشبته هي مشاكله. * برأيك ما سبب حالة الركود التي قد أصابت المسرح؟ * قلة الإنتاج المسرحي يعود إلي استسهال الكثير من المنتجين للإنتاج التليفزيوني وعدم تحمس المبدعين له وذلك لأن مخاطره قليلة ومكسبه سريع ومضمون خاصة بعد انتشار القنوات الفضائية واتجاه أغلب الفنانين إليها والاستعاضة عن المسرح ببعض البرامج الغنائية والاستعراضية وتحكم المنتجين في النجم باحتكاره طوال فترة تصوير المسلسل أو الفيلم علي عكس ما كان يحدث في الماضي حيث كان معظم نجوم السينما يعملون أيضاً في المسرح مثل نجيب الريحاني وعبدالمنعم مدبولي وإسماعيل يس وفؤاد المهندس لأنهم يعرفون جيداً قيمة المسرح وما يعطيه للفنان من ثقل وقيمة. * وهل تري أن الجمهور كان متعطشاً للمسرح؟ * بالتأكيد لأنه هجره في البداية لعدم وجود أعمال متميزة ولكنه بمجرد أن بدأ يتعافي وتظهر مسرحيات بموضوعات جذابة يعلن الجمهور "زهقه" من التليفزيون والبرامج التي تشبه بعضها ولا تقدم إلا "الخناق والشتيمة" والمسلسلات التي لا تحمل إلا العنف والقتل والألفاظ البذيئة واشتياقه إلي الضحكة المحترمة. * نري في "بابا جاب موز" مزجك بين أجيال مختلفة من الفنانين.. هل كنت تقصد ذلك؟ * المزج بين الأجيال ليست في هذه المسرحية فقط ولكن في جميع أعمالي لأنني أري أن هذه الطريقة تثري خشبة المسرح وتخلق نوعاً من الإرضاء النسبي لعين وذوق الجمهور مثلما حدث من قبل في مسرحية "سكر هانم" التي ضمت عدداًَ من نجوم الشباب مثل أحمد رزق وأحمد السعدني وجيل العمالقة مثل لبني عبدالعزيز وعمر الحريري. * ولماذا لا تعتمد علي نجم واحد؟ * لأنني أعتمد علي النص والموضوع الجيد ولم أعتمد علي "سوبر ستار" أوحد ولا جيل دون الآخر ونحن نجتهد لكي نقدم عرضاً جيداً وممتعاً لأن الموضوع الجيد هو الذي يحقق النجاح للعمل ويجذب إليه الجمهور طالما أنه خالي من الإسفاف ويحترم عقل المتفرج ومن الممكن أن يكون العمل بدون نجوم ويحقق النجاح والعكس صحيح. * وماذا عن المسرحية الجديدة مع النجم سمير غانم؟ * سوف يتم التحضير لها خلال هذا العام وهي من إنتاج إحدي الشركات اللبنانية وسوف تحمل المسرحية عنوان "عودة المستخبي" ومن المقرر أن يتم العرض خارج مصر في بدايتها لأن الفنان سمير غانم يريد إحياء المسرح المصري في البلدان العربية فهو مدرسة يعتمد فيها علي الضحك الصريح ولن أستطيع أن أقول أي تفاصيل عنها وحول محتواها وإطارها الدرامي. * ومن سيشارك في بطولتها؟ * مرشح للبطولة المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم حيث سبق وتعاونا معاً "أنا ومراتي ومونيكا" و"مراتي زعيمة عصابة" و"دوري مي فاصوليا".