رجل المسرح د. عمرو دوارة صاحب المساهمات الإيجابية في مجال الفنون المسرحية والإنجازات المتميزة في مجالات الإخراج والنقد والتدريس والتدريب وتنظيم المهرجانات. خرج خلال الأشهر الأخيرة عن هدوئه المعتاد وفتح النار علي عدد من القيادات الثقافية والمسرحية وذلك بعدما فاض به الكيل واختلط الحابل بالنابل واستمرت أساليب المراوغة في حياتنا الثقافية - علي حد قوله - يقول ل "المساء": رغم تحقق بعض المشروعات المهمة في مجالات الاقتصاد والصناعة والنقل بعد ثورة 30 يونية. إلا أن حياتنا الثقافية مازالت تعاني سيطرة الفلول واتباع أساليب المراوغة حيث مازلنا نفتقد لمشروع ثقافي كبير يجمع شملنا ويؤكد إنتماءنا ويوحد جهودنا ويقوم بدور فعال وحقيقي في نشر الوعي الثقافي والمشاركة في معارك التنمية والتنوير. * أسأله.. ما أهم المظاهر السلبية التي تراها في حياتنا الثقافية والمسرحية؟ - سوء اختيار القيادات وللأسف مازالت لجان المجلس الأعلي للثقافة وخاصة لجنة المسرح بتشكيلها المعيب والذي استبعد منه نخبة من كبار المثقفين والمسرحيين واستبدلوا بهم بعض الصغار بدعوي تمثيل مختلف الأجيال وهي دعوة حق يراد بها باطل. * ما رأيك في كثرة المهرجانات المسرحية في مصر والوطن العربي؟ - أنا بصفة عامة مع مقولة: دع كل الزهور تتفتح.. وأن البقاء في النهاية لابد أن يكون للأصلح وأن التنافس بين المهرجانات قد يحقق مزيدا من الازدهار. ولكن أحذر من تلك المهرجانات التي أصبحت مصدرا للارتزاق وسبوبة عند البعض سواء للحصول علي الأضواء الإعلامية أو لتحقيق مكاسب شخصية وأؤكد أن هدف أي مهرجان يجب أن يكون مرتبطا بهويته ومحققا للائحته الداخلية وأن يكون تتويجا لنشاط حقيقي طوال العام وليس غاية في حد ذاته وبالتالي أنصح بضرورة التنسيق بين جميع المهرجانات وأن تنظم جميعها طبقا لمعايير موضوعية يتم تطبيقها بكل دقة. أما المهرجانات العربية فقد أصبح الكثير منها للأسف مجرد احتفالات سنوية تتضمن تقديم نفس العروض التي سبق تقديمها في مهرجانا أخري. أيضا تكرار مشاركة نفس الوفود والأشخاص والضيوف بما يضيع أهداف تنظيمها المنشود. * ارتفعت عدة أصوات تطالب بضرورة التحقيق في كارثة تجديد المسرح القومي والمخالفات المالية الجسيمة التي واكبت التجديد؟ - الحقيقة أنني لا أريد التعليق حول المخالفات المالية والتي أوراقها في النيابة العامة. ولكنني مستاء جدا من هذا المبني الإداري الذي يتم بناؤه بزجاج حديث عاكس يضر ويشوه تماما جمال الطراز العربي للمسرح القومي والذي أفقده هويته وأطالب بالتحقيق مع من وافق علي هذا التعميم واعتمده للتنفيذ. * الوسط الثقافي والمسرحي ينتظر في شوق إصدار الموسوعة المسرحية المصورة التي أعلن عنها وقمت بإعدادها علي مدي 25 عاما لتكون إضافة حقيقية وهامة لتوثيق حياتنا المسرحية.. هل من جديد عن موعد إصدارها؟ - الموسوعة تم التعاقد علي طباعتها في مصر منذ أكثر من 3 سنوات وفضلت طباعتها هنا برغم الخسائر المادية المعروفة والامتيازات التي كان يمكن تحقيقها من خلال طبعها بإحدي الهيئات العربية. ذلك لإيماني بضرورة إتاحتها بأرخص سعر لجميع المسرحيين والباحثين والمستفيدين من المعلومات والصور التي تتضمنها الموسوعة وأقول بكل فخر أنها تضم البيانات الخاصة بأكثر من 6500 عرض "مجموعة العروض المنتجة لفرق القطاع الخاص ومسارح الدولة منذ 1870 حتي الآن" وأيضا تضم أكثر من 20 ألف صورة ولكن جهة النشر رأت ضرورة طباعة ال 12 جزءا معا ولذلك أعتقد أنها ستكون مفاجأة معرض القاهرة الدولي للكتاب في بداية العام القادم! * ألا تري أن إصدار مثل هذه الموسوعة من وظيفة المركز القومي للمسرح؟ - للأسف فإن المركز القومي للمسرح يفتقد إلي كثير من الوثائق المسرحية الهامة كما أنه يفتقد الأسلوب لحفظ وتوثيق وتنظيم هذه الوثائق لافتقاده للقيادات الدارسة وافتقاده أيضا للخبرات الحقيقية ولعل أكبر دليل علي ذلك اللجوء إلي الاستعانة بخبراتي في كثير من أنشطته ومن أهمها كتابتي للسيناريو والحوار وإعداد المادة التوثيقية لعدد 30 فيلما وثائقيا عن كبار رواد المسرح المصري. * حاليا ماذا يشغلك؟ - أضع اللمسات الأخيرة لكتاب عن محمود الألفي وعالمه المسرحي ويتضمن مسيرته الإبداعية في ثلاثة مجالات هي الإخراج والتدريس والإدارة.