مصير الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته وحاشيته كما جاء في كتاب التاريخ باب الثورات لن يخرج عن مسارين: الأول هو مسار أشهر الثورات العالمية في التاريخ الحديث وهذا المسار نهايته الحتمية هي الإعدام. فإذا ألقينا نظرة سريعة علي تاريخ الثورات سنجد ان من أهمها علي الاطلاق كانت الثورة الفرنسية عام 1789 وبعيدا عن أسبابها ونتائجها فإن المحصلة النهائية للثورة الفرنسية كانت إعدام الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت بالإضافة إلي إعدام 20 ألفا ممن كانوا يسمون بالنبلاء ورجال الدين والعلماء والمثقفين وكانت المقصلة هي أداة الإعدام الشهيرة في ذلك الوقت. وتدور عجلة الزمن إلي الأمام لنصل إلي عام 1989 ونلتقي بالثورة الرومانية تلك الثورة التي لم تدم أكثر من اسبوع سقط علي أثرها الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو الذي بدأ حياته صانع أحذية وبعد محاكمة سريعة تم تسجيلها علي أشرطة سينمائية تم تنفيذ حكم الاعدام في تشاوشيسكو وزوجته رمياً بالرصاص. أما بالنسبة للثورة الايرانية فعلي الرغم من انه تم السماح للشاه محمد رضا بهلوي بمغادرة البلاد إلي مصر في يناير 1979 إلا ان المراحل النهائية للثورة الايرانية شهدت إعدام أكثر من 200 من كبار الجنرالات ومسئولي الشاه المدنيين بهدف إزالة خطر أي انقلاب. أما المسار الثاني فهو معروف لدي المصريين باسم العفو عند المقدرة ففي تاريخ مصر الحديث تبزغ ثورات أحمد عرابي عام 1881وسعد زغلول عام 1919 وانتفاضة يناير عام 1977 وتركزت فيها المطالب علي الاصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. أما الثورة الحقيقية التي شهدت خلع رأس الحكم فهي ثورة يوليو عام 1952 ونفذ فيها الضباط الأحرار مبدأ العفو أو مبدأ الثورة البيضاء أو مبدأ "ابعد عن الشر وغني له" وتركوا الملك فاروق يغادر البلاد علي متن يخت "المحروسة". تري هل ترتدي ثورة يناير زيا أجنبيا فيكون مصير مبارك وأعوانه الإعدام؟ أم تتمسك الثورة بالمدرب الوطني وتمتد المحاكمات إلي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.