منذ سنوات طويلة أتابع بشغف تجربة الصين ذلك التنين الحضاري القابع في قارة آسيا.. أسعد بكل قفزاتها وتفوقها في كافة المجالات الصناعية وأفكارها البارعة في التنمية.. خطوات هائلة تؤكد عراقة تلك الدولة التي تتربع الآن علي عرش الاسواق في كل بلدان العالم.. منتجاتها تغزو العالم المتقدم وأمريكا في المقدمة. ويزداد الشغف بصورة أكثر اهتماماً بتجربة ذلك البلد الهائل في معالجة قضية الثروة البشرية.. وكيفية تأهيلها وإيجاد فرصة عمل لائقة.. فالمهمة ليست سهلة في استغلال هذه الثروة التي يتجاوز تعدادها ملياراً ونصف ملياراً تقريبا. الكل يعمل بلا يأس أو ملل. نماذج متحركة في أركان الدنيا تؤكد للكافة أن الإنسان خلق للعمل والكفاح وبذل العرق والجهد من أجل رفعة نفسه وبلده. ولا مكان للكسالي! حضارة وثروة بشرية استطاعت القيادات تأهيلها بحيث لم تصبح عبئاً علي الدولة وإنما اصبحت عناصر فاعلة ومنتجة وقهرت تلك المقولة التي تشير إلي أن الثروة البشرية عبء وكيف أن البعض كان يسخر من زيادتها رغم أنها نعمة في تعمير الأرض ونشر العمران. ولعل ما يثلج الصدر أن يتجه عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلي تلك الدولة الفتية لأنه منذ توليه لا يدخر جهدا في خدمة مصر. ويبذل قصاري الجهد في تحقيق آمال وطموحات الشعب الذي أولاه الثقة الغالية ويكفي تجسيدها في جمع 64 مليارجنيه في أسبوع. والاستفادة بتجربة الصين تتركز في تلك المباحثات والجهد المضني الذي يبذله ابن مصر البار وفريق وزارته ورجالاته سعيا لاستعادة مصر مكانتها. ولعل ما يؤكد نجاح هذه الخطوات أن الزعماء الصينيين قد أكدوا أن العلاقات بين القاهرة وبكين قد بلغت أعلي مستوياتها. الأكثر أهمية أن أبناء وادي النيل مولعون حباً في الصين خاصة التجربة الرائدة في توظيف طاقة مليار ونصف المليار من البشر في أعمال تتناسب مع إمكانيات كل منهم وليتنا نقف علي قواعد وأساليب هذه التجربة وكيف تم النهوض بهذه الثروة التي تري أبناءها يتربعون علي قمة الأسواق. أساليب مبتكرة في ترويج المنتجات.. صبر وذوق واخلاق في التعامل.. انها بحق تجربة رائدة استطاع ابناؤها أن يتكون لديهم اقتصاد رائع يمتلكون قوة في عملاتهم. تصوروا أن هذا البلد العظيم يمتلك أكبر كمية من الدولارات قوة في العالم وريادة في التطور وامتلاك ناصية الفضاء. إن الثروة البشرية قد ضربت المثل والنموذج وحققت الآمال وقريباً جداً سوف تكون الصين أكبر قوة في عصرنا الحاضر وفي كل المجالات. كل الترحيب بتلك الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر والصين لكن يبقي الأمل في اتخاذ التدابير لدراسة كيفية الاستفادة من تلك الطاقة الهائلة من البشر والسعي بكل جهد للاستفادة بكل الخطوات التي اتخذتها القيادات الصينية ووصولها إلي المدن والقري وإنشاء مراكز التدريب لتأهيل الشباب من الجنسين علي كافة المستويات والمتابعة الدائمة لاعمال التدريب حتي عمليات التسويق لتلك المنتجات التي تجري بكفاءة وعمل بلا تكاسل أو تباطؤ. ياسادة إننا نمتلك ثروة من البشر لديها الاستعداد لملاحقة تطورات العصر المتلاحقة. نريد تطبيقا لتلك التجربة في بلادنا. إن الثروة البشرية هي أغلي ما نملك. لا ينقصنا سوي العمل الجاد بعيدا عن التواكل. مصر في أشد الحاجة لجهود أبنائها جميعا.. حان وقت العمل.