* الموسيقي التصويرية المصرية لها تاريخ حيث كانت في البداية تعتمد علي مقتطفات من الموسيقي العالمية حتي ظهر جيل المؤلفين الموسيقيين الدارسين لعلوم الموسيقي امثال فؤاد الظاهري وابراهيم حجاج وعلي اسماعيل وعبدالحليم نويرة وغيرهم والذين أبدعوا موسيقي تحمل الهوية المصرية في إطار عالمي فحدثت نهضة كبري في هذا المجال واصبح لدينا مؤلفات موسيقية متطورة تعبر عن احداث الفيلم من خلال فكر موسيقي مستند علي العلوم الموسيقية العالمية ثم حدثت انتكاسة ودخل هذا المجال الكثير من انصاف الموهوبين واصبح كل من يعزف علي آلة الأورج الكهربائي أو آلة موسيقية أخري يعد مؤلفاً دون ان يدرس علوم التأليف الموسيقي ومع موجة افلام المقاولات انتشر هذا النوع من المؤلفين وجاءت الموسيقي التصويرية السطحية التي اصبحت مجرد عنصر مكمل ليس له وظيفة في الاحداث وانتشر هذا النوع واتسع إلا من بعض الأفلام التي أعد د.جمال سلامة موسيقاها ولكنها كانت مجرد شذرات مضيئة سرعان ما طغي عليها الغث الضعيف ثم ظهر علي الساحة د.راجح داوود ليكون علامة فارقة في تاريخ الموسيقي التصويرية السينمائية في مصر حيث أعاد للموسيقي التصويرية قيمتها الفنية وقام بحركة إحياء لجيل العظماء ولكن من خلال فكر موسيقي جديد وكان نقطة البداية التي جعلت المنتجين يبحثون عن المؤلفين الدارسين وتعود مرة أخري الموسيقي كعنصر هام في العمل الدرامي وهنا تأتي أهمية راجح داوود في التاريخ الموسيقي للسينما المصرية.. هذا الكلام بمناسبة حفل التكريم الذي أقامه قسم التأليف بالكونسرفتوار للفنان راجح داوود بمناسبة وصوله سن التقاعد والذي أعده بعناية الرئيس الحالي للقسم والمؤلف الموسيقي البارز د.محمد عبدالوهاب عبدالفتاح وركز فيه علي مؤلفات راجح السينمائية وقدم للحاضرين مشاهد هامة في التعبير الموسيقي من افلام "الغرقانة" و"الراعي والنساء" و"رسائل بحر" و"عصافير النيل" كما قدم موسيقي حية لمقطوعة فيلم "الكيت كات" الشهيرة "بسكاليا الأرغن والعود والأوركسترا الوتري" التي تعد من أهم ابداعات د.راجح وقد عزفها مجموعة من أبناء الأكاديمية المتميزين كما كانت فكرة لطيفة أن يبدأ الحفل بمقطوعة موسيقية غنائية مهداة للفنان المكرم من تأليف الطالب وائل حازم الذي يعد اصغر طالب في قسم التأليف.. الحفل أقيم في قاعة أبوبكر خيرت بالكونسرفتوار وشهده العديد من الطلبة وخريجي المعهد وعدد من اعضاء هيئة التدريس منهم د.ناهد ذكري ود.ليلي الصياد ود.حنان ابوالمجد كما حرص علي الحضور عدد من المؤلفين الموسيقيين الأكاديميين مثل د.عواطف عبدالكريم ود.مونا غنيم وعلي عثمان وخالد شكري وشريف محيي الدين وعمرو عقبة ومحمد سعد باشا واحمد عبدالله مدكور وعلاء اسحاق.. الحفل فكرة حميدة يستحق قسم التأليف ورئيسه الشكر عليها ونتمني أن تصبح تقليدا دائما.