من نعمة ربنا علي الشعب المصري انه ينسي بسرعة أي إساءة تعرض لها سواء كانت هذه الإساءة من أخ شقيق أو صديق أو حتي من عدو إذا اعتذر له..ودائماً ما يردد المصريون "عفا الله عما سلف" وتغنوا ب "الصلح خير". لذلك فإن المبادرة التي قام بها حكيم العرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة في الصلح بين مصر وقطر استجبنا لها علي الفور رغم اننا الدولة المجني عليها لأننا لم نبدأ في يوم من الأيام بالإساءة إلي دولة عربية كانت أم أجنبية انطلاقاً من قيم شعبنا الأصيلة التي ترفض التجريح أو التنكيل بأي أحد وأن التسامح والعفو من شيم الكرام. لا شك أن المصالحة التي تمت تقريباً بين الدولتين الشقيقتين تحتاج برهاناً ونية صادقة ليتم تفعيلها خاصة من قطر.. فهناك ملفات شائكة يجب أن يتم فتحها للاتفاق علي كيفية العلاقة التي سوف تسود بين البلدين في المستقبل وفي مقدمتها ملف علاقة قطر بالإخوان وهو الأساس ثم علاقتها بكل من تركيا وإسرائيل وأمريكا لأن هذه الدول مثلث الإرهاب الذي يهدد مصر من كل جانب.. بالإضافة إلي الملف الإعلامي الذي يلزم اتفاق المصالحة بين الدولتين الشقيقتين بميثاق الشرف لأن إثارة الرأي العام دائماً ما تكون عن طريق الإعلام. يجب أن تعلم قطر أن التكاتف العربي قوة لا يُستهان بها ومن مصلحتها أن تعود للحضن العربي وتكون بين أشقائها سواء مع مصر أم مع دول مجلس التعاون الخليجي لأن العرب ليس من طبيعتهم الغدر والخيانة وهم الباقون لها عكس الدول التي تتشدق بالحرية والمثالية وهي أبعد ما تكون عنها. نتمني أن تسفر المصالحة عن إغلاق الملفات التي أشرت إليها حتي تبدأ صفحة جديدة بيضاء بين الأشقاء يكون عنوانها الأخوة والإخلاص والأهم من ذلك الشعور بالندم عما اقترفه كل طرف في حق الآخر.. فإذا كانت النية صادقة سوف تنجح هذه المصالحة والدولتان لن تكونا المستفيدتين منها فحسب بل منطقة الشرق الأوسط بأسرها وسوف تعمل الدول المعادية ألف حساب للعرب الذين ناموا قروناً طويلة في سُبات عميق وآن الأوان ليستيقظوا ويكون لهم رد فعل قوي في المحافل الدولية. إشارة حمراء انتشر فيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي تم من خلاله توجيه بعض الأسئلة لطلبة المدارس بهدف دحض مقولة إن الطفل المصري أذكي طفل في العالم.. وبالطبع جاءت الاجابات مخيبة للآمال وبعيدة تماماً عن الصحة ولم يتمكن من معرفتها سوي طالب واحد والمصيبة أنه عندما سألوه عن أمنيته قال: إنه يتمني أن يسافر لأمريكا!. لا تظلموا الطفل المصري فالمنظومة التعليمية التي تربي فيها فاشلة بكل المقاييس.. علموه بأساليب صحيحة ثم اسألوه.. ساعتها سوف تعرفون مقياس ذكائه بالفعل.