اتخذت بريطانيا منذ أيام قراراً بمراجعة حالة الإخوان المقيمين بها، وقبل الموقف الإنجليزي بأيام كان اجتماع جامعة الدول العربية، وأمام قادتها طالبت قطر «الشقيقة» بإجراء مصالحة بين الإخوان المسلمين والنظام المصري، ما يفتح باباً لمناقشة سيادة القرار. الصلح خير.. لا نختلف علي ذلك لأنه كلام الله سبحانه وتعالي، لكننا فقط نحاول قراءة سيادة الدول علي قراراتها، فالشقيقة قطر قطعت المدد والمعونة عن مصر التي هي في واقع الأمر وطن ومواطنون ليس النظام الحاكم وقد كانت قبل 30 يونيو تفعل غير ذلك، وكأن المدد والعون من أجل نظام يجب دعمه، لا مواطن عربي مسلم بات يخضع للعقاب لتخليه عن نظام الإخوان، وقد فعلت الشقيقة قطر أسوأ من ذلك في تسعينات القرن الماضي، أنذاك كان مقرراً عقد مؤتمر اقتصادي بالقاهرة، دعت له إسرائيل تحت مسمي «الشرق الأوسط». يهدف لإيجاد تعاونٍ إقتصادي بينها والدول العربية، وقبل انعقاد المؤتمر بأيام اعتدت الدولة العبرية علي فلسطين، فما كان من مصر إلا أن ألغت المؤتمر رداً علي الاعتداء، وفوجئ «أهل الانتماء» بالشقيقة قطر تدعو إسرائيل لعقد المؤتمر علي أرضها!!! وبالفعل انعقد المؤتمر، ولا يخطئ أحدٌ عندما يقول أنها التعليمات، تلقتها الشقيقة لضرب الموقف المصري الداعم لفلسطين ومواطنيها المخدوعين!! وهي أيضاً التعليمات التي دفعت الشقيقة الآن للدعوة الي المصالحة، لأن سيطرة أمريكا علي قرار قطر لا يخفي علي أحد، وسيطرة إسرائيل علي القرار الأمريكي لا يخفي أيضاً علي أحد، وهي الآن تمتثل لما يريدانه. بريطانيا.. لأنها دولة صاحبة سيادة اتخذت قرارها بمراجعة وجود الإخوان علي أرضها من منطلق سيادتها، ولا يعنينا استمرار الإخوان في بريطانيا من عدمه، لكن الذي نقرأه: كيف تتخذ الدول مواقفها من دون التعليمات. لاحظ صداقة دولة الإمارات العربية بالولايات المتحدةالأمريكية، لكنها في نفس الوقت صاحبة سيادة، لذلك لم تتخل عن المواطن المصري، بل وبادرت بالوقوف الي جوار مصر في اللحظات الصعبة، أنها مواقف فارقة، يسجلها التاريخ، ولن ينساها المصريون. رغم عمق المحبة بين أهل مصر وأشقائهم العرب جميعا، فإن المشاعر تظل رهن المواقف، وتظل المواقف رهن السيادة، وتظل السيادة رهن الرجال.