عندما يشعر الموظف أو المسئول أن ظلماً وقع عليه دون ذنب ارتكبه أو جريمة اقترفها فإنه يصاب بالإحباط واليأس ولا يستطيع أن يؤدي العمل المنوط به فإذا كان الظلم يقع عفي أي جهة أو هيئة أو وزارة فهذا ليس بمستحيل لكن اذا شاهدنا مظلوماً في الأزهر الشريف فإن هذه كارثة لأن أي قيادي في الأزهر لابد أن يتصف بصفات الحكمة ويراعي الله في قراراته قبل ان يقع في دائرة الظلم كما ان رجل الأزهر يحكم ضميره في العمل ولا تحكمه العواطف أو المجاملات. ما حدث في منطقة جنوبالقاهرة الأزهرية من تصفية كاملة لعدد كبير من مشايخ المعاهد الأزهرية بالمنطقة يؤكد ان الأمور تسير علي خلاف ما نتوقعه فقد تم اسناد المنطقة لمدير جديد منذ 20 يوما وبعد 9 أيام من توليه العمل قام بعمل تصفية لأكثر من شيخ معهد بالمعادي دون أن يتم اجراء أي تحقيق معهم أو توقيع جزاء أو جرم ارتكبوه فهل يعقل ان يتم تحويل شيخ معهد الي وكيل معهد دون ان يرتكب مخالفة؟! هذا ما حدث بالفعل مع أكثر من خمسة مشايخ بالمعادي منهم فتحي بركات شيخ معهد الفتح النموذجي الثانوي بالمعادي وتم تحويله الي وكيل معهد المعادي الاعدادي رغم انه شيخ للمعهد الثانوي منذ أكثر من 5 سنوات ويمتاز هذا الشيخ بالحنكة والخبرة والحزم في العمل حتي أن كل العاملين بالمعهد يشهدون له بالكفاءة والانضباط وحسن السير والسلوك وتقاريره امتياز طوال فترة خدمته منذ ان كان مدرساً وبعد ان كان شيخاً لمعهد الفتح النموذجي بالمعادي وبالاضافة إلي الشيخ أحمد موسي وحسني أحمد وأحمد شحاتة وطلعت محمد الذي تم نقله من رئيس تفتيش إلي وكيل معهد. فهل يعقل هذا يا فضيلة شيخ الأزهر؟ اذا كان مدير المنطقة الذي أصدر هذه القرارات الانفعالية لم يمض علي قيادته للمنطقة 19 يوماً فهل هذه الأيام القليلة كفيلة بتقييم عمل المشايخ والمدرسين والموجهين أم ان هناك أغراضا أخري؟ المتظلمون من القرار لا يرفضون العمل في أي جهة ما بشرط أن يخضعوا للتحقيق وان يشعروا بأن ما تم من قرارات تم اتخاذها بناء علي أسس علمية وقانونية بعيداً عن الأهواء وتصفية الحسابات لصالح آخرين. الأغرب من ذلك أن مدير المنطقة قام بترقية ثلاثة موجهين لم يحصلوا علي قرار توجيه بحجة صالح العمل مع أنهم أقل خبرة من المشايخ الذين تم التنكيل بهم. الكل علي يقين أن فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لا يرضي بظلم أحد ولا يرضي بالاجراءات التعسفية وهذا منهجه الذي عهدناه عنه منذ توليه المسئولية. باسم هؤلاء المشايخ نرفع شكواهم إلي فضيلة شيخ الأزهر لاتخاذ مايراه مناسبا سواء بعودتهم الي مواقعهم القيادية السابقة أو فتح التحقيق معهم حتي يشعر كل منهم بأنه حصل علي حقه ولم يقع عليه أي ظلم حتي يستقيم العمل ويخرج هؤلاء من دائرة الغضب التي دخلوا فيها بعد صدور قرارات تحويلهم من مشايخ معاهد إلي وكلاء. علي كل حال ننتظر قرار فضيلة شيخ الأزهر في شأن هؤلاء المشايخ ووضعهم في المكان الصحيح بما يليق بمكانتهم العلمية رغم ان كلا منهم شارف علي سن الستين فهل هذا جزاء من أفني عمره مخلصاً في رحاب الأزهر الشريف؟!