اتشحت مدينة المطرية التابعة لمحافظة الدقهلية بالسواد منذ الساعات الأولي من صباح الأمس فور إذاعة خبر مصرع 51 صيادا وإصابة 13 آخرين من أبناء المدينة الذين كانوا في رحلة صيد علي مركب الصيد "بدر الإسلام" والتي غرقت نتيجة لاصطدامها بناقلة محملة بالبضائع.. حيث تجمع الآلاف من أبناء المدينة بساحة العقبيين التي تتوسط محل اقامة معظم المتوفين لاستقبال 11جثماناً تم نقلها بسيارات مرفق جنوبسيناء لاقامة صلاة جنازة جماعية في هذا الميدان بعد منتصف الليل. وينتظر وصول 4 جثامين اليوم . تقدم الجنازة رئيس مدينة المطرية محسن طه محمود نياية عن المهندس عمر الشوادفي محافظ الدقهلية. وفي نفس الوقت سيطرت حالة من السخط والغضب علي نفوس أبناء المطرية بعد ما آل إليه حال بحيرة المنزلة التي تحولت إلي إقطاعيات لأصحاب النفوذ والسطوة بعد أن حولوها إلي مزارع سمكية خاصة بهم تحت سمع وبصر المسئولين منذ عدة سنوات فلم يعد أمام الصيادين سوي اللجوء للصيد بمحافظتي السويس وبورسعيد ما يجعل "حيتان" المنزلة سببا رئيسيا في الزلزال الذي أصاب قلوب وبيوت الأهالي بالمطرية. من ناحية أخري أكد أهالي المتوفين أن أموال الدنيا لن تعوضهم عمن فقدوهم. لكنهم برحيل ذويهم فقدوا السند في الحياة ولا يدرون كيف سيواجهون الأيام المقبلة. تقول أمل إبراهيم الجعيدي إن زوجها محمد فهيم الجعيدي كان يعول ستة أبناء وأنها تعاني من عدة أمراض منذ فترة وتحتاج إلي الكثير لشراء العلاج. كما أن زوجها كان مسئولا عن رعاية والده الذي تجاوز الثمانين ووالدته المريضة. إضافة إلي أشقائه الخمسة وشقيقته. ومن بين المتوفين عبده ثابت الشوا "47 سنة" ويعول 4 أبناء إضافة إلي والده البالغ من العمر 72 عاما ووالدته. يقول عنه صديقه محمد أبوعوف إن عبده كان ملتزما عف اللسان يحب الخير للناس وأهم ما يميزه الطموح والمثابرة وعدم اليأس. أما زوجته فكانت في حالة انهيار تصرخ لمن حولها "هعمل إيه من بعده" لقد انكسر وسطي وتحطمت كل إمكانياتي ومش عارفة هكمل المشوار لوحدي إزاي. أما الراحل محمد أحمد الأطرش 25 سنة فهو الابن الوحيد لوالده إلي جانب عدة شقيقات. فتقول خطيبته : محمد كان يشعر بأن شيئا ما سوف يحدث فكلما ننجز شيئا من أجل عش الزوجية كان يضحك ضحكا هستيريا ويقول أنا من فرحتي مش مصدق أنه سيأتي اليوم اللي هنتزوج فيه. أما الأباصيري فعوله "63 سنة" فقد كان بصحبة ولديه حمادة ومسعد في هذه الرحلة استشهد الأب خلال الدقائق الأولي للحادث وتم نقل حمادة ومسعد إلي المستشفي وبعد إجراء الاسعافات اللازمة عاد حمادة إلي وعيه مشيرا إلي أن ما حدث هو الزلزال بعينه فقبل أن يري المركب المحمل بالبضائع قادما في اتجاه مركب الصيد شعر أنه يسرع في اتجاهنا حتي أصبحت المسافة لا تتجاوز سوي عشرات الأمتار وتأكد بأن هناك تصادما لا محالة وخلال دقائق ممعدودة انتهي كل شيء. أما علي عبدالرحيم العاصي "27 سنة متزوج ويعول ثلاث بنات وولد واحد فقد اعتاد الصيد في بحيرة المنزلة خلال فصل الصيف في أماكن مختلفة علي الرزق.. أسرته بالكامل في حالة انهيار شديد وبكاء وعويل وكأنهم يرفضون ما حدث لشدة تعلقهم وحبهم له.