أدار الندوة: أحمد سليمان علي عبد الهادي شارك فيها: محمد مجاهد وخالد العشري وسيد حامد و إيهاب فكيه و كمال سعد رغم أنه قضي في وزارة الرياضة 11 شهراً فقط إلا أنه ترك بصمة واضحة داخل الوسط الرياضي مازالت تثمر حتي الآن مؤكدة انه رجل يمتلك رؤية وفكراً وحباً كبيراً لبلده.. إنه العامري فاروق وزير الرياضة الأسبق صاحب ال44 عاماً. لبي الوزير العامري فاروق دعوة "المساء" في ندوة مفتوحة للحديث في كل الاتجاهات المختلفة ورؤيته الحالية والمستقبلية للعديد من الأمور. كان في استقباله رئيس التحرير الكاتب الصحفي سامي حامد والذي حضر جانباً من الندوة مع الزملاء مدير عام التحرير أحمد سليمان ونواب رئيس التحرير علي عبد الهادي ومحمد مجاهد وخالد العشري وسيد حامد وإيهاب فكيه ورئيس القسم الرياضي ياسر قاسم. * بداية حدثنا عن فترة توليك وزارة الرياضة؟ ** استغرق عملي كوزير للرياضة مدة 11 شهراً فقط وكانت مهلهلة وفي مرحلة الكفن وتمكنت من تجاوز صعوبات وأزمات عنيفة للغاية فقد عاد الدوري والنشاط الرياضي المحلي وأجريت انتخابات الأندية وتطوير ستادات وملاعب رياضية وأندية ووضعت هيكلة للوزارة في فترة 6 أشهر وتقديم مشروع قانون للرياضة كل هذا وسط وجود مظاهرات علي بوابة الوزارة. * بالأرقام ماذا قدمت كوزير للرياضة؟ ** 22 حمام سباحة و135 ملعباً مفتوحاً و4 صالات مغطاة وتطوير 14 ستاداً كرة قدم وملاعب للناشئين بالزمالك وتخصيص أرض للنادي الاسماعيلي ومشروع لخمس مدن أوليمبية في شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان باستثمارات خاصة لن تكلف الدولة أي تكاليف والأهم من كل ذلك ان وزارة الرياضة في عهد العامري فاروق كان لها كيان حقيقي وتواجد قوي علي أرض الواقع أمام كل الوزارات الأخري. ملف الرياضة المدرسية * كيف تعاملت مع ملف الرياضة في المدارس والجامعات؟ ** كان هناك مشروع تحت اسم المظلة الرياضية يغطي هذا الجانب تماماً وهو ا نشاء ناد رياضي في كل ادارة تعليمية تخدم جميع مدارسها لتصحيح أخطاء الماضي التي شهدت بناء المباني علي الملاعب داخل المدارس. * ما هو أسلوب التنفيذ؟ ** اخلاء مدرسة واحدة في كل ادارة تعليمية وتحويلها الي ناد متكامل ومصادر التمويل كانت متعددة والدولة نفسها لم تكن تتحمل أية تكاليف ولكن المشروع بعد رحيلي ذهب أدراج الرياح والإعلان عن مشروع آخر هو كارثة بكل مقاييس يقوم علي انشاء مبني تعليمي في كل مركز شباب وهو يعني تقسيم لمراكز الشباب. قانون الشباب * كل الكلام عن قانون الرياضة أين المستقبل وقانون الشباب؟ ** للأسف لا يوجد قانون للشباب وقانون 75 قائم علي وجود وزارة واحدة الشباب والرياضة معاً وان كانت اللجنة التشريعية سبق وناقشت قانوناً للشباب ولكنه متطرق للكشافة والارشاد والجمعيات العمومية وهو أقرب للائحة وليس القانون دون تمكين للشباب في المؤسسات والوزارات. ولا توجد الآليات الخاصة بذلك أيضاً رغم ان الشباب هم أساس المستقبل والذين لا يوجد لهم تعريف من الأصل وهل هم المتعلمين أو غير ذلك. معمل المنشطات * ما هي حكاية معمل المنشطات؟ ** هناك خطورة تهدد هذا المعمل والموافقة المبدئية مهددة بالسحب بسبب تأخر اجراءات بدء العمل الرسمي وفي غضون أسبوعين لو لم يعمل رسمياً سيذهب الترخيص الي جنوب أفريقيا التي تحارب مصر في هذا الاتجاه رغم وجود معمل علي أعلي مستوي قام بانشائه الجيش وقت وجود حسن صقر رئيساً للمجلس القومي للرياضة ولكن هناك اهمال واضح في هذا الملف. * كيف حافظت علي بقاء المجلس الأعلي لوزراء الرياضة الأفارقة؟ ** كان هناك تخطيط لإلغاء هذا المجلس وشاركت فيه بعض المسئولين الرياضيين في مصر للأسف من أجل مصالح شخصية ولكن في الوقت المناسب وتم الحفاظ علي وجود هذا المجلس المهم لمصر من أجل التقارب مع الأفارقة الذين يحتاجون الكثير من مصر. * كيف تدعم العلاقات المصرية مع الأفارقة؟ ** يوجد أكثر من اتجاه مثل بناء مدارس مصرية هناك يقوم بالتدريس فيها مدرسون مصريون للعمل علي الأجيال القادمة هناك وانشاء أفرع لأندية رياضية مصرية وغيرها من الطرق التي تساعد علي التقارب مع أفريقيا. أزمة الرياضة * ما هي أسباب أزمة الرياضة؟ ** المصالح الشخصية والتي لا تهدد الرياضة فقط وانما تشكل خطراً علي الأمن القومي للبلاد نفسه لاسيما وان حجم استثمارات الرياضة يمثل جزءاً كبيراً من الدخل القومي فهناك 1042 نادياً منها أندية خاصة غير مشهرة مثل الرحاب وبالم هيلز وبلاتنيوم لا يوجد لها وضعية قانونية واضحة والبحث في ملفاتها كان أحد أبواب نار جهنم التي انفتحت علي العامري فاروق. أزمة الأندية * ما هي أزمة الأندية الخاصة؟ ** هذه الأندية تمثل حجم استثمارات ضخماً علي مساحات شاسعة من الأراضي وعضويات مفتوحة بدون تحديد ولا توجد جهة محددة تابعة لها وبها أزمة ماذا لو مالك النادي اختفي سواء بالوفاة أو غادر البلاد نهائياً لأي سبب سيكون وضع الأعضاء وهو ما حاولت علاجه أثناء وجودي كوزير للرياضة. * ما هي حقيقة أزمة الثماني سنوات؟ ** في الحقيقة الثماني سنوات لم تكن هي الأزمة الفعلية ولكن فتح باب النار والهجوم علي العامري فاروق كان لسبب آخر أهم وهو الباب السادس في قانون الرياضة والخاص بضرورة وضع وبدء الحد الأدني من المعلومات عن الميزانيات المالية للهيئات الرياضية وبالأخص الأندية لاسيما وان وزارة الرياضة في عهدي تلقت خطاباً رسمياً من الجهاز المركزي للمحاسبات يؤكد ان جميع ميزانيات الأندية لا تمثل الحقيقة أبداً وهنا كان لابد من وضع هذا البند حتي لو كان ذلك معناه دخول عش الدبابير الحقيقي لأن المواجهة مطلوبة ولابد من فتح الجرح وتطهيره ومعالجته لا مجرد منح المريض المسكنات ثم معاودة المرض مرة أخري واتذكر عبارة الدكتور عبد المنعم عمارة عندما التقينا مرة بعد الخروج من الوزارة التي قالها لي "مشكلتك إنك كنت فاهم زيادة عن اللزوم". * نعود لمعرفة المزيد من أسباب أزمة الرياضة المصرية؟ ** المصالح بالدرجة الأولي فالرياضة في مصر يديرها من 8 الي 12 شخصاً من بينهم 3 الي 4 من ضمن أهدافهم مصلحة البلد ولكن الباقين لا يوجد لديهم أدني مشكلة في الضرب بمصالح البلد عرض الحائط من أجل تحقيق مصالحهم وأغراضهم الشخصية وهناك من يريد تكرار تجربة أحمد عز في سوق الحديد من خلال السيطرة علي الاقتصاد والاستثمار الرياضي والكثيرون لم يرصدوا هذه الكارثة حتي الآن لذا كان هناك مشروع يتم اعداده داخل الوزارة وهو الميكنة وهو عبارة عن برنامج الكتروني لجميع الأندية اجبارياً يرصد كل شيء الميزانية وحجم التدفق بها والأعضاء العاملين ونوعياتهم والأعمار السنية وكل كبيرة وصغيرة لأن الاستثمار الرياضي دجاجة تبيض ذهباً فقط المنتفعون وأصحاب المصالح هم من يدركون ذلك تماماً. الاتحادات واللجنة الأوليمبية * ماذا عن الاتحادات الرياضية؟ ** الاتحادات الرياضية واللجنة الأوليمبية كلها جمعيات عمومية وهناك لعب داخل الانتخابات والقائمون عليها مسيطرون تماماً من خلال وسائل متعددة فهناك أندية أعضاء بالجمعيات العمومية عبارة عن سور وأرض فضاء ولا يوجد منشآت ومع ذلك عضو جمعية عمومية في أكثر من اتحاد رياضي فحاولت اصلاح المنظومة عبر مناطق الاتحادات واكتشفت بها مهازل فهي لا يوجد لها ميزانيات ولا محاضر اجتماعات وتم تحويل الكثيرين للنيابة العامة. * بصراحة هل تدخلت في شئون اتحاد الكرة؟ ** أبداً وكنت داعماً لعامر حسين كعامل مساعد حتي ينجح في عمله ولم أمنع أحداً من خوض الانتخابات الأخيرة علي الاطلاق. * لكنك استبعدت هاني أبوريدة؟ ** أبداً لم استبعد أبوريدة ولم أدعم مرشحاً ضد آخر علي مقعد الرئاسة والتقينا أكثر من مرة ولا توجد أي أزمة معه علي الاطلاق وهو حقيقة رجل شاطر جداً. زين والفشل * ما هي قصة خالد زين؟ ** خالد زين سبب من أسباب فشل الرياضة في مصر ولديه هدف محدد هو أن يكون خارج مصر 365 يوماً فقط وعموماً القصة بدأت في عام 2009 أثناء وجود المهندس حسن صقر بمحاولة تعديل لوائح الاتحادات ورفع شعار الميثاق الأوليمبي وفي عام 2010 بمؤتمر موسكو حاول رؤساء اللجان الأوليمبية الوطنية فرض السطوة علي الرياضة في الدول ولكن تصدي لهم وزراء الرياضة وأعلنوا الانسحاب من دعم الرياضة تماماً فما كان إلا أن تراجعت اللجنة الأوليمبية الدولية وتم تعديل بند الميثاق الأوليمبي بما يتواءم مع السيادة القانونية للدول. * ما سر اشتعال الأزمة؟ ** خالد زين يريد السيطرة وفي اتحاد التجديف الذي يترأسه عدد أعضاء الجمعية العمومية ما بين ستة وسبعة أندية واللعبة غير منتشرة ولكن أساس الأزمة في بند الثماني سنوات أن ما يقرب من 15 رئيس اتحاد سوف يرحلون لانطباق البند عليهم وهو ما يحاول تغييره من أجل البقاء في منصبه كرئيس للجنة الأوليمبية لدورات أخري. المشهد اختلف * أنت كنت مع إلغاء الثماني سنوات قبل أن تصبح وزيراً فلماذا غيرت رأيك؟ ** كنت أشاهد الصورة من خلال النادي الأهلي فقط عندما كنت عضواً بمجلس إدارته لكن المشهد اختلف تماماً مع تولي منصب الوزير فقد أقسمت علي العمل من أجل صالح البلد ولا يمكن أن أعمل غير ذلك مهما كلفني الأمر ولابد أن تكون هناك دولة قوية وأن يكون هناك احترام للدستور والتصدي للمصالح الشخصية. * بمناسبة الأهلي لماذا ابتعدت بعد الانتخابات؟ ** لا أريد أن يدعي أحد أنني ساندت قائمة محمود طاهر من أجل الحصول علي أي مكان داخل النادي. * لكن كان لك دور بارز في نجاح قائمة طاهر؟ ** أتمني أن يعلم البعض ذلك. * رأيك في "جاريدو"؟ ** بالأرقام الكفة في صالحه بعد أقل من 6 أشهر حقق بطولتين في ظل ظروف صعبة ولكن الكونفيدرالية ليست هي طموح الأهلي وجماهيره فهي بطولة أعتبرها درجة ثانية والأهلي دائماً يلعب علي البريمو دوري الأبطال لذا أفضل ألا توصف بالإنجاز الكبير والضخم حتي لا يعتاد لاعبونا عليها فالأهلي أن يلعب في دوري الأبطال من أجل مونديال الأندية. عودة جوزيه * رأيك في إمكانية عودة جوزيه لتدريب الفريق؟ ** أرفض ذلك رغم أن جوزيه له بصمة قوية ولكن لابد من إيجاد فرص مختلفة وجديدة ويمكن الاستعانة به كمستشار فني فقط. الأجنبي أم المصري * المدير الفني المصري أم الأجنبي أفضل للمنتخب؟ ** المصري أفضل بالتأكيد لكن الميزة الوحيدة للأجنبي أنه لا يعمل تحت ضغط إعلامي فقط. * من تراه الأصلح لتدريب المنتخب؟ ** حسام البدري عاش الأجيال الأخيرة للكرة بكل تفاصيلها ويعلم كل مكان في أفريقيا لسابق خبراته مع الأهلي والمريخ السوداني ويمتلك طموح البطولة دائماً كهدف أساسي. حزين * هل حزنت بعد ترك الوزارة؟ ** بصراحة حزنت وهذا شعور طبيعي لأنني كنت أطمح في خدمة بلدي ولكن للحقيقة فإن طاهر أبوزيد بعد تسلمه الوزارة طلب مقابلتي للتعرف علي كل الملفات وأطلعتها عليه بالكامل. المنشطات * ما هو أخطر ملفات الرياضة؟ ** أخطر ملف علي مستوي مصر وليس الرياضة المنشطات فهل يعلم الجميع أن الترامادول عندما يصل لحالة الإدمان ليس له علاج إلا الحصول علي جرعات الهيروين وللأسف المنشطات منتشرة في المراكز الصحية وصالات الجيم الخاصة داخل أجولة بلا رقيب أو حسيب والشباب يلهث وراءها لأنها تنفخ العضلات ولا يعلم أضرارها السرطانية. * كيف نواجه ذلك؟ ** كان لدي مشروع الجمانيزيوم في الحدائق وفي الأماكن العامة المفتوحة حتي تخرج الطاقة المختزنة لدي المواطنين بدون أي تكاليف. * أخيراً.. ماذا تحب أن تقول؟ ** أقول إن الحسابات لابد أن تختلف والمشهد يتغير وأن يشعر الشباب بالانطلاق وليس مجرد الطموح في الحياة وأن نطلق العنان للابداع لدي الشباب وأن ترصد مكافآت مالية ودورات تدريبية بالخارج من أجل تشجيع الجميع.