حذر المنتدي العربي للمياه المنعقد في القاهرة من الوضع المائي في المنطقة العربية ووصول عدد كبير منها إلي مرحلة الفقر والشح المائي وعلي رأسها الأردن التي بلغ نصيب الفرد فيها 180 مترًا مكعبًا وهو أقل من المعدل العالمي المعروف ب 1000 متر في الوقت الذي يصل فيه نصيب الفرد في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي 17 ألف متر مكعب مما يهدد مستقبل المنطقة ويحتم علي هذه الدول اتخاذ إجراءات وسياسات عاجلة علي مستوي الحكومات لحماية المنطقة العربية من هذا الخطر القادم. قال محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه ووزير المياه الأسبق ان سكان العربية يمثلون 5% من سكان العالم إلا أن الموارد المائية في البلدان العربية لا تزيد علي 1% فقط من المياه العذبة في العالم. فضلا عن حصول المنطقة العربية علي 65% من احتياجاتها المائية من خارج حدودها. محذرا من أن الخطورة لا تكمن في ندرة الموارد المائية ولكن في مشكلة غياب الوعي في الاستخدام الرشيد والهدر الكبير. أضاف أبوزيد في كلمته خلال افتتاح المنتدي العربي للمياه ان محدودية الموارد المائية المتجددة في المنطقة العربية كانت سببا في الضغط علي الموارد غير المتجددة وهو ما يتطلب التفكير في استدامة المجتمعات التي تنمو معتمدة علي المياه قبل أن تندر وهو لايزال بحاجة إلي تفعيل التعاون الفني والقانوني والمؤسسي من أجل الاستغلال الأمثل للمياه وأن تكون هذه القرارات مصيرية. تحدث أبوزيد عن وضع الأنهار العابرة للحدود قائلا: "إن هناك 80 نهرا في افريقيا لا يحكم تقاسم المياه فيها إلا 10% فقط. مشددا علي خطورة الصراع علي الأنهار المشتركة في منطقة الشرق الأوسط في نهري دجلة والفرات والصراع بين تركيا وسوريا والعراق والصراعات في أنهار الأردن واليرموك وتعدي إسرائيل علي حقوق المنطقة العربية المائية. وخلال المؤتمر أعلنت السفيرة شهيرة وهبي نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي البدء في تدشين مجلس وزراء المياه العرب ليكون إضافة كبيرة ومظلة رسمية لوضع السياسات والاستراتيجيات العربية المشتركة في مجال المياه التي تسعي لتحقيق الأمن الغذائي والمائي. قال العربي إنه لابد من وضع سياسات واستراتيجيات ومتخذي القرار بتبادل المعلومات والخبرات والتعامل مع التحديات المائية التي تواجه المنطقة العربية بعقلية جديدة أساسها التعاون وبناء الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص وتفعيل دور المجتمع المدني والمنظمات العربية والإقليمية والدولية علاوة علي الانفتاح علي القطاعات الأخري التي لها تأثير حاسم علي أمن المياه ومستقبلها في المنطقة العربية. أكد الأمين العام أن هناك ضرورة للانتقال إلي اتخاذ بعض القرارات الصعبة لضمان مستقبل مائي عربي مستدام يؤمن احتياجات الأجيال القادمة. كشف وزير الموارد المائية والري حسام مغازي عن وجود العديد من المخاطر التي قد تلحق بالأمن المائي المصري وفي المنطقة العربية بشكل عام قائلا: "نصيب الفرد في مصر أصبح أقل من مستوي الفقر المائي المتعارف عليه عالميا" ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلي أكثر من 66 دولة بحلول عام 2025 بسبب ثبات كميات المياه العذبة في المنطقة العربية مع تزايد عدد السكان وزيادة وتضاعف الطلب علي المياه. وأضاف مغازي انه من المتوقع أن يعاني أكثر من ثلث سكان العالم من نقص المياه خلال ال 25 عاما القادمة خاصة في مناطق الشرق الأوسط وغرب آسيا. قال الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق إن دلائل الشح المائي في المنطقة العربية كثيرة وفي مقدمتها زيادة نسبة السكان بزيادة قدرها 3% في العام ووجود فجوة في توزيع المياه بين السكان قال الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الرئيس الشرفي للمجل العربي للمياه ان القوة في المنطقة العربية ان الفجوة المائية بين العرض والطلب تنذر بخطر يتفاقم يوما بعد آخر وانه كلما ازداد العطش ازداد الجوع وكلما استفحل الاثنان استشري الفقر في أبشع صوره وحيثما يحل الفقر تتقلص فرص التنمية والنمو.