من البديهيات ان بعض دول العالم لا تريد لمصر الخير لأن فيها خير أجناد الأرض. ولأنها صاحبة التاريخ والجغرافيا والثورات التي هزت الدنيا وآخرها ثورة التحرير في يناير الماضي. ومن الطبيعي أيضا أن تظل اسرائيل علي رأس قائمة تلك الدول لأنها العدو التاريخي للعرب والمصريين منذ وعد بلفور وحتي قيام الساعة وبالتالي فان تحرك إسرائيل دائما وأبدا كان وسيظل مدعما لكل صور الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. فتل أبيب ظلت سنوات طويلة تدعم نظام مبارك السابق لانه صديق موال لها علي حساب الشعوب العربية وان تتم الاطاحة بهذا النظام فتلك هي الكارثة التي تهز اسرائيل شعبا وحكاما وبالتالي فان زرع جواسيس مثل ايلان تشايم لبث الفتنة والفرقة داخل الشعب وتجاه قواته المسلحة أمر متوقع منهم. ومتوقع أيضا أن يكون هناك أكثر من ألف جاسوس إسرائيلي داخل مصر سواء أثناء الثورة أو بعدها. ومن هنا فإنني لا أستبعد أن يكون بعض القتلي في أيام الثورة وداخل الميدان قد سقطوا علي يد قناصين اسرائيليين ولا أستبعد أيضا ان يكون داخل كل تجمعات فئوية او أهلية جاسوس وبالتالي لابد أن ننتبه لما يحاك من مؤامرات حول مصر شعبا وأرضا. اذن فنحن أمام مؤامرة خارجية تحاول اذكاء الفوضي والفتنة في مصر وعلينا أولا أن نستبعد فكرة "الفلول" بشكل عام والانتباه إلي أهداف الأحداث المتفرقة من هنا وهناك والامعان في مرتكبيها ومن وراءهم هل هم مصريون فعلا أم من جنسيات مختلفة تدين بالولاء للدولة العبرية؟ ولا أتعجب وفي ظل تلك المؤامرة ان يتم القبض علي حسين سالم رجل الأعمال الهارب في أسبانيا في الوقت الذي يجري فيه التحقيق مع الجاسوس الإسرائيلي. لأن اسرائيل تؤمن تماما بأن إلهاء المصريين عن قضية التجسس سهل جدا إذا القيت اليهم سمكة كبيرة بحجم حسين سالم حتي ولو كان في بحر مختلف وبعيد عن المنطقة وليكن في أسبانيا وهنا لا أعتقد ان المصريين سذج إلي هذا الحد.. لكن سنصبح "سذج فعلا" إذا لم ننبته إلي باقي أذناب إسرائيل داخل مصر. المعركة بدأت تأخذ أشكالا أكثر وضوحا وعلينا التلويح بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وتجميد السفارة أو اغلاقها قبل أن نجد رئيس الموساد يجلس علي مقهي بحي السيدة زينب أو السيدة نفيسة ليشارك في الاحتفال بمولديهما!!