يسأل عبدالصبور سالم من البدرشين بالجيزة: هل يوجد اتصال روحي فعلاً بين الأحياء والأموات: وكيف ذلك؟ وما هي العلامة التي تدل عليه؟! يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: هناك مسائل كثر فيها الكلام فيما يتصل بالعلاقة بين الأحياء والأموات. أولاً: عرض الأعمال علي الأموات فقد أخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مندة حديث: إن أعمالكم تُعرض علي أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن رأوا خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتي تهديهم كما هديتنا وروي البيهقي في شعب الإيمان حديث: اتقوا الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم:: أورده ابن القيم في كتابه الروح. فهذا الأثر: يدل علي علم الميت بما يحصل من الحي. ثانياً: سماع الموتي للأحياء أن سماع الأنبياء والشهداء لمن يسلم عليهم في قبورهم أمر يسهل التصديق به مادامت الحياة قد ثبتت لهم وبخاصة ان هذا السماع ممكن لغيرهم بل دل الدليل عليه ويستوي في ذلك المؤمن وغير المؤمن. وقد جاء في الصحيح أن الميت إذا دُفن وتولي عنه أصحابه يسمع قرع نعالهم يجيئه الملكان ليسألاه.. الحديث رواه البخاري ومسلم. ثالثاً: احساس الميت بالزائر وعلمه بمن يموت. قال ابن تيمية في الفتوي في الأحياء إذا زاروا الأموات هل يعلم الأموات بزيارتهم وهل يعلمون بالميت إذا مات من أقاربهم أو غيره أم لا؟ الجواب: نعم قد جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعرض أعمال الأحياء علي الأموات كما روي ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال إذا قُبضت نفس المؤمن تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم انظروا أخاكم يستريح فإنه كان في كرب شديد: قال فيقبلون عليه ويسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة هل تزوجت؟... الحديث وأما علم الميت بالحي إذا زاره ففي الحديث عن ابن عباس.. قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن وكان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام وبعد فالميت يسمع كلام الحي. يسأل مسعد أبو مصطفي من البحيرة: ما حكم التداوي من الأمراض؟ وما رأي الدين في فعل بعض الصحابة حيث تركوا التداوي والعلاج كأبي بكر وأبي الدرداء "رضي الله عنهم"؟ يجيب: التداوي وتناول الأدوية للعلاج من الأمراض من الأمور الجائزة شرعاً.. ومما يدل علي جوازه ما روي أبو خزيمة عن أبيه قال: سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله أرأيت رقي نسترقيها ودواء نتداوي به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً؟ قال: هي من قدر الله. رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد. وعن أسامة بن شريك "رضي الله عنه" أن رسول الله "صلي الله عليه وسلم" قال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له دواءً غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود والترمذي. فقيل: الحديث محمول علي من اعتقد أن الأدوية تنفع بطبعها أو علي الرقي التي لا يعقل معناها لاحتمال أن يكون كفراً. وقيل: محمول علي من فعله في الصحة خشية وقوع الداء واختاره ابن عبدالبر. وقيل: محمول علي من تركه رضاً بقدر الله واعتماداً عليه لأنه ليس بجائز وهو اختيار الخطابي وابن الأثير. وقال: ولا يرد علي هذا وقوع ذلك من النبي صلي الله عليه وسلم فعلاً وأمراً. لأنه كان في أعلي مقامات العرفان ودرجات التوكل فكان ذلك منه للتشريع وبيان الجواز. فمن وثق بالله وأيقن بقضائه فلا يقدح في توكله تعاطيه الأسباب. فقد ظاهر الرسول بين درعين ولبس علي رأسه المغفر وهاجر وقال للرجل: اعقلها وتوكل. وقال: إذا سمعتم بالوباء في أرضي فلا تقدموا عليها. وإذا وقع في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه" رواه البخاري.