المغامرة التي أقدم عليها جاريدو المدير الأسباني للأهلي كادت تقود فريقه لخسارة محققة وتسقطه أمام النصر المتذيل لجدول الدوري.. أثبتت أحداث المباراة خاصة الشوط الأول انه بني حساباته علي رؤية خاطئة لأن اللعب بهذا الكم الكبير من الشباب دفعة واحدة في مباراة رسمية يعد مخاطرة بكل المعايير.. لا يفعلها مدرب مبتدئ.. فالأهلي يدافع عن لقبه في موسم صعب واستثنائي نتيجة مرور الفريق بعملية إحلال وتجديد إجبارية وفي الوقت نفسه مطالب أمام جماهيره بالفوز بدرع الدوري بطولته المفضلة.. لقد شاهدنا في الملعب أداء حماسيا ونشاطا وحيوية نعم ولكن بدون خبرة ووعي في التحرك في الملعب سواء عند الاستحواذ علي الكرة أو بالانتشار المناسب في المساحات الخالية لتختفي الفاعلية الحقيقية في قدرتهم علي غزو مرمي المنافس حديث العهد بدوري الكبار ولابد أن نتفق ان حجة جاريدو في الاحتفاظ بنجوم الفريق بعيدا عن هذه المباراة خوفا عليهم من الإصابة.. ومحاولة الاستفادة في الوقت نفسه من حالة الاجادة والروح العالية التي أدي بها الشباب مباراة الكويت الودية في لقاء رسمي بالدوري - هذه الحجة - مرفوضة بالطبع وغير مقنعة علي الاطلاق.. وأري ان حسابات الأسباني بهذه الطريقة خاطئة وغير منطقية لأن اللاعب يمكن أن يصاب أثناء المران.. وقد تمنعه من المشاركة في النهائي الأفريقي.. وبالتالي كان من الأفضل لجاريدو أن يلعب بقوته الضاربة ونجومه الأساسيين أمام فريق النصر المكافح لتكون بمثابة بروفة قوية يطمئن خلالها علي حالة لاعبيه الفنية والذهنية والبدنية والنفسية بما يجعله يقف علي أي سلبيات أو ملاحظات لعلاجها قبل مواجهة أفيال سيوي سبورت.. وأري ان لقاء النصر كان فرصة جيدة وعملية لاخراج لاعبيه الدوليين من الحالة السيئة التي يعانون منها بعد فشل المنتخب في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية.. والمهم الآن ألا يكرر جاريدو مثل هذه الأخطاء الساذجة وليعلم جيدا أن الأهلي ليس حقل تجارب وعليه أن يتعامل بدقة وحرص شديدين عند اختياراته لكل مباراة.. وأن يكون الدفع بالناشئين الموهوبين بحساب وعناية كبيرة بما يضمن الحفاظ عليهم وزيادة خبراتهم وصقل مواهبهم ويحافظ أيضا علي قدرات وخبرات الفريق التي تؤهله للمنافسة علي البطولات خاصة ان بطولة الدوري هذا الموسم غاية في القوية والإثارة وهناك أكثر من فريق يتمتع بمستويات كبيرة فنية وبدنية والكل يطمح في المنافسة علي الدرع أو علي أقل تقدير الوصول للمربع الذهبي للدوري ليضمن مكانا له في البطولات الأفريقية ويأتي في مقدمتهم الزمالك المنافس التقليدي للأهلي والذي يسعي لاستعادة الدرع بعد غياب 10 سنوات مستندا لامتلاكه نخبة متميزة من اللاعبين الأكفاء بعد دعم الفريق ب19 لاعبا دفعة واحدة من أفضل لاعبي الدوري حتي أصبحت جماهيره علي قناعة بأن الزمالك بات يمتلك فريقا للأحلام والعرض القوي والروح القتالية التي لعب بها أمام الرجاء العنيد حتي حسم اللقاء لصالحه 3/2 تؤكد هذا الواقع الجديد لزمالك الأحلام.. ولدينا فريق إنبي كبير العائلة البترولية بقيادة مدربه طارق العشري والذي يحظي بدعم هائل من مجلس إدارة النادي برئاسة المحاسب ماجد نجاتي.. فقد أثبت إنبي انه استعاد بريقه كأحد أندية القمة مع الإسماعيلي وطلائع الجيش وحرس الحدود والمصري وجاء فوز سموحة الأخير علي بتروجت بمثابة رسالة واضحة ان لافاني مدربه الفرنسي قد بدأ يستوعب الموقف ويعيد ترتيب أوراق الفريق في ظل الدعم والمساندة الكبيرة من جانب مجلس الإدارة برئاسة المهندس فرج عامر الذي لا يدخر وسعا من أجل إعداد فريق سموحة وصيف الدوري والكأس لخوض غمار البطولة الأفريقية الهدف الأكبر لسموحة للاعبين ولافاني وفرج عامر.