سؤال مهم. طرحه الباحث الفلسطيني الدكتور مصطفي اللداوي. أهمية السؤال في تعدد الرؤي والاتجاهات والوسائل التي تصدر عن الفصائل الفلسطينية المختلفة. فضلاً عن المواطنين العاديين.. المقاومة شعار يبدأ بالمفاوضات وينتهي برفع السلاح. ويمر بوسائل أخري. منها المظاهرات والإضرابات ومواجهة القوة المسلحة بقذف الحجارة. والمفروض أن ينتهي ذلك كله إلي غاية محددة. هي الهدف الذي يريده كل الفلسطينيين. علي الرغم من توحد الفصائل الفلسطينية في منظمة واحدة. هي حتي الآن الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. فإن الباحث يشير إلي عناء المحبين للقضية الفلسطينية في التعامل مع خلافات قواها السياسية. وولاءاتها السياسية المتعددة. وتحالفاتها الدولية المتعارضة. وتوالدها المضاعف. بحيث يشحب الهدف. وتصعب الإجابة عن السؤال: ما الغاية التي يتطلع إليها الفلسطينيون؟ اللافت في تقدير الباحث أن السؤال لا يشغل المناصرون للقضية الفلسطينية وحدهم. لكنه شاغل الكثير من أبناء فلسطين. هؤلاء الذين طالت معاناتهم عبر عقود طويلة. في مواجهة محتل يلجأ إلي كل الوسائل لإفنائهم ومصادرة أراضيهم ومحو هويتهم. أخطر ما في المعاناة أنها وضعت الفلسطينيين علي مفترق طرق. لا يدرون أيها يؤدي إلي الهدف. وما الهدف أصلاً. هل يريدون استعادة الأرض من البحر غرباً إلي النهر شرقاً. ومن رأس الناقورة شمالاً إلي رفح جنوباً؟ وهل يعود اللاجئون إلي ديارهم ومدنهم وقراهم. فلا يقبلون عن وطنهم بديلاً. ولا تعويضاً؟ هل يريدون دولتهم الفلسطينية ذات السيادة الكاملة. لها علمها وجيشها الوطني وعلاقاتها الخارجية المنفتحة والمتكافئة؟ وهل القدس هي العاصمة الموحدة. بشطريها الشرقي والغربي. وبمقدساتها المسيحية والإسلامية. لا يشاركهم السيادة عليها دول أو منظمات؟ وهل يقتصر النضال الفلسطيني علي المقاومة المسلحة في ظل التقلص الغريب لمساحة الأرض التي تدور حولها المفاوضات؟ في المقابل من هذه الأسئلة الصعبة التي تبحث عن إجابات في مثل صعوباتها. ثمة أسئلة أخري تجد في المتاح ما ينبغي قبوله. وبخاصة لأن ذلك ما استقر عليه الرأي العام الدولي. ووافقت عليه الحكومات العربية. فضلاً عن المنظمة الفلسطينية الأم: هل تظل المفاوضات وحدها هي السبيل للوصول إلي الغايات والأهداف؟ وهل يقبل الفلسطينيون بحل الدولتين. علي أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الجديدة؟ أو يتم القبول بدولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو. مع إمكانية إجراء تبادل محدود في الأراضي. وإمكانية القبول بجزء من القدس عاصمة. أو تكون بلدة "أبو ديس" هي العاصمة للدولة الفلسطينية. مع ضمان حرية العبادة في الأماكن المقدسة؟ وماذا عن الدولة الثنائية القومية التي يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون ضمن دولة واحدة. علي الأرض التاريخية للشعب الفلسطيني؟ أسئلة كثيرة. يجد الباحث أنها تعبر عن حيرة حقيقية. باعثها التباين السياسي بين القوي الفلسطينية. التي تسعي باستراتيجيات متباينة. وتؤمن بأهداف متعارضة. بحيث صارت صيداً يسهل علي الاحتلال الإسرائيلي قضمه وابتلاعه. أشير إلي المعارضة العنيفة التي واجهت بها إسرائيل انضمام أكبر فصيلين فلسطينيين في تنظيم موحد.