هناك كلام زاعق حيناً وخارج السياق أو غير صحيح بالمرة أحياناً حول قرب المصالحة بين مصر وقطر برعاية سعودية. ما اسلم بصحته هو المناشدة السعودية الرسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلي مصر والرئيس السيسي وإلي أمير قطر بتهيئة الأجواء تمهيداً للتفاوض وإنهاء الخلاف بين البلدين من جذوره.. والتهيئة معناها وقف الحملات الإعلامية المتبادلة واتخاذ خطوات جادة في الاتجاه الصحيح. وما اقتنع به هو أن الملف المصري القطري كان حاضراً بقوة خلال اتفاق الرياض التكميلي وان السعودية طلبت من الأمير تميم طلبات محددة حول ضرورة وقف دعمه للإخوان والجماعات الإرهابية وإبعاد أعضاء الجماعة عن الأراضي القطرية وعدم التدخل في الشأن الداخلي لمصر. لكن.. لا دليل واحداً علي ان قطر عرضت علي الإخوان التدخل لإجراء مصالحة مع مصر سوي نسب هذا الكلام لمصادر وثيقة الصلة بجماعة الإخوان.. وكلنا يعلم جيداً أنها جماعة كذابة.. اضافة إلي عدم منطقية هذا الطرح بالمرة من ناحيتين: الأولي.. ان قطر نفسها في مشكلة مع مصر بسبب الإخوان فكيف تكون وسيطاً؟؟. والثانية.. ان هذا الكلام الذي لا يعدو هرتلة يضع الدولة المصرية علي قدم المساواة مع جماعة إرهابية خائنة وعميلة.. فرق كبير جداً بين الثريا والثري. ولا دليل أيضاً علي ان هناك زيارة من المقرر الترتيب لها لأمير قطر إلي مصر قريباً يلتقي خلالها بالرئيس السيسي في إطار المبادرة السعودية سوي ان هذا الكلام السابق لأوانه منسوب إلي مصادر مطلعة. أرجو من الذين يفتون بلا علم ان يعطوني امارة قطرية لحسن النوايا.. فمازالت قناة الجزيرة تهاجم مصر بضراوة وتبث علي مدار الساعة المظاهرات الهزلية للإخوان واتباعهم. ثم.. ان لمصر طلبات محددة لا يمكن ان تكون هناك مصالحة دون تحقيقها بالكامل: * أولاً.. اعتذار قطر رسمياً لمصر شعباً ورئيساً وحكومة علي كل خطايا النظام القطري. * ثانياً.. الاعتراف بثورة 30 يونيه وبالنظام القائم. * ثالثاً.. تسليم المطلوبين في قضايا أمام المحاكم ويعيشون علي الأراضي القطرية وجميعهم من الإخوان وأنصارهم. * رابعاً.. التوقف عن دعم الإخوان واذرع حماس المسلحة والتنظيمات الإرهابية في سيناء وليبيا. * خامساً.. تسليم وثائق التخابر المدان فيها محمد مرسي والتي اذاعتها قناة الجزيرة لكونها وثائق سيادية لا يجوز نقلها إلي خارج الحدود. * سادساً.. وقف الدعم المادي المباشر للمنابر الإعلامية والبحثية المعادية مثل صحيفة العربي الجديد وموقعها الالكتروني والتي يعمل بها أكثر من 200 إخواني بأموال قطرية.. ومثل فضائيات الشرق ورابعة ومكملين والثورة.. وكذلك عدد من المراكز البحثية مثل كارنيجي واكاديمية التغيير التي يرأسها زوج ابنة يوسف القرضاوي. * سابعاً.. دفع ديات الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمدنيين الذين اغتالتهم أيادي الإخوان واذرعتهم العسكرية بدعم قطري. السؤال إلي كل من يروج للمصالحة بلا سند من الواقع: هل تستطيع قطر ان تلبي الطلبات المصرية السبعة؟؟..إذا فعلت فأهلاً وسهلاً وأنا أشك في ذلك.. وإذا رفضت وهذا هو المتوقع فلا تحدثوني عن مصالحة مرة أخري.