** سيدة المسرح المصري والعربي "سميحة أيوب" احدي القامات المسرحية الكبيرة.. وهي أيضا سيدة المواقف الوطنية التي لا تنسي عندما عينت مديرة لفرقة المسرح الحديث عام 73 ذهبت الي المسرح ووجدته يقدم عملا مسرحيا هزليا فأوقفت العرض وبقيت بالمسرح 3 أيام لا تغادره لكي تقدم عملا مسرحيا وطنيا. وحينما كانت مديرة للمسرح القومي أسست مجلة للمسرح وناديا. مما يؤكد انها ليست ممثلة فقط. لكنها كتيبة ثقافية. مقاومة دوما من أجل هذا الوطن! استطاعت خلال مسيرتها الفنية الثرية تأكيد تميزها بموهبتها التلقائية التي صقلتها بالدراسة واحساسها الصادق المحمل بالخبرة العملية.. وتعاونها مع كبار المؤلفين والمخرجين. سيدة المسرح فتحت خزائن ذكرياتها ل "المساء الأسبوعية" تحدثت بصراحتها المعهودة عن هموم المسرح وغيابه عن الساحة والفنون عامة وتجربتها الادارية لمسرحي الحديث والقومي وتجاربها في الاخراج وماذا تمثل لها أعمال سعد الدين وهبه ورأيها في المؤلف المصري ومقارنته بالأجنبي وماذا تعد للمستقبل من أعمال. وأسرار غيابها عن خشبة المسرح. بصراحتها المعهودة أجابت عن كل التساؤلات: وفي البداية سألناها: ** أين سيدة المسرح العربي الآن من المسرح؟ أجابت: هوَّ فين المسرح ده؟!.. أقصد المسرح اللي أنا اشتغلت عليه والمحتوي الذي كنت أطرحه علي الجماهير. ** ما أهم الأعمال التي تشعرين انها اقتربت من قدراتك الابداعية الخلاقة وموهبتك الطاغية؟ أدواري بمسرحيات سكة السلامة وبير السلم وكوبري الناموس وانطونيو وكيلوباترا ورابعة العدوية والانسان الطيب والقائمة طويلة تحتاج لمجلدات في سردها! ** أعمال الكاتب المسرحي الكبير الراحل سعد الدين وهبه. هل تمثل لك مكانة خاصة من بين أعمالك العديدة والمؤثرة؟ بالتأكيد تمثل عندي مرحلة خصبة للمسرح المصري والحديث عنها يطول. ** جسدت عربيا وعالميا العديد من المسرحيات.. كيف رأيتي المؤلف المصري والعربي مقارنة بالمؤلفين الأجانب خاصة في رسم الشخصيات؟ لم أجد فرقاً كبيرا كلاهما يكتب للانسانية والانسان وكلاهما عنده رؤية انسانية لجميع الشخصيات. فالانسان بمشاعره واحاسيسه متشابه الي حد ما. فلم أجد فرقا في تجسيد أي شخصية سواء كانت مصرية أو عربي أو أجنبية! ** كانت لك تجارب في الاخراج للمسرح.. هل تفكرين في العودة اليها وكيف رأيتي التجربة في مسرحيتي ليلة الحنة ومقالب عطيات؟ الحقيقة الاخراج بالنسبة لي حدث عارض ماهوش أساسي فالأساس بالنسبة لي التمثيل فقط والاخراج نزعات وقتية وحنين آلي فأحيانا أجد نصاً وأتصوره يتحرك فيحرك في داخلي نزعة الاخراج فأخرجه وهذه النزعات قلما تنتابني. ** توليتي ادارة المسرح القومي مرتين وقبله ادارة المسرح الحديث هل ندمتي علي الوقت الذي ضاع في الادارة؟ أم كانت تجربة غنية بالثراء أفادتك؟ بالعكس لم أندم بل سعدت جدا بادارتي للمسرح الحديث أولا لأنه كان مسرحا وليدا. وأحسست بنجاحه انني أنجبت شابا نافعا للوطن وفي قمة نجاحه.. استدعيت لادارة المسرح القومي. فعز عليّ عاطفياً أن أترك المسرح الحديث بعد أن وقف علي قدميه وحقق نجاحا أفخر به واضطررت في بادئ الأمر ان أدير المسرح القومي لأنه في هذا الوقت كان قد خفت صوته كما قال لي وقتئذ وزير الثقافة الراحل يوسف السباعي رحمه الله. حيث قال لي بالحرف الواحد: "يا سميحة انتي بنت المسرح القومي. فكما أنرتي المسرح الحديث. أطلب منك أن تنيري المسرح القومي" وادارتي للمسرح القومي ناجحة بكل المقاييس ويتحدث عنها الزملاء! ويكفي انني أخذت فرقة المسرح القومي الي باريس مرتين مرة بعرض مسرحية ايزيس لأستاذنا توفيق الحكيم ومرة أخري بمسرحية "فيدرا" وعرضها علي مسرح أوبرا باريس. مما يؤكد ان ذلك لم يظلمني لأني كنت في ذلك الوقت اعمل بالسينما أما بالنسبة للأعمال الدرامية التليفزيونية فانها لم تظلمني! ** هل تفاعلت الفنون بصفة عامة مع ثورتي 25 يناير و30 يونيه التي استرد فيها الشعب مقدراته وزمام أمره من خاطفيه؟ الفنون بكل أطيافها لم تتفاعل كما يجب. لأننا جميعا في حالة مضطربة ونريد أن نبني الوطن. كل بسلاحه. وسلاح الفن. المبدعين ثم المبدعين وتأتي المادة التي سوف تنتج أعمالا تليق بهذا الحدث العظيم. ولكننا في حالة تقشف. وينعكس ذلك علي الفن فهو في حالة تقشف! ** أليس هناك عمل يعيدك للمسرح؟ لم أجد حتي الآن النص الذي يثير شهيتي لأقف فوق خشبة المسرح من جديد. ** ودور تتمنين أن يأتي اليك ولم تقدميه من قبل؟ لعبت كل الأدوار التي تتمني أي ممثلة مصرية أو عالمية أن تلعبها فعندي ما يكفيني من الأدوار المتباينة.. ولكنني أحب ان أقدم الأدوار التي تنفع الانسان. ** من ذكريات كتابك هل تناول كل ما كنتي تريدين قوله؟ لقد تناولت مسيرتي منذ الطفولة حتي حال كتابتها. ** ماذا تعدين من أعمال في المستقبل؟ أنا بصدد الاستعداد لتصوير دوري في الفيلم السينمائي الجديد "الليلة الكبيرة" أو "ليلة المولد" من اخراج سامح عبدالعزيز.