اقترح جوشوا لانديس مدير مركز أوكلاهوما لدراسات الشرق الأوسط أن الحل لمشكلة سوريا يتم من خلال تقسيمها إلي جزءين.. الجزء الأول في الشمال وهو دولة سنية فيها الميليشيات الإسلامية ومعها "داعش".. والثاني في الجنوب وهو دولة نظام الرئيس السوري!! وقال: علينا قبول الأمر الواقع.. هناك دولة إسلامية سنية تمتد من أطراف بغداد إلي حلب بسوريا.. ودولة لنظام بشار الأسد.. وأن القيام بقصف الدولة الأولي "الإسلامية" غير مجد ولن يغير من الأمر شيئا. وبرر جوشوا نطريته بأن الثوار المعتدلين الذين تريد أمريكا دعمهم تم حصرهم في نقطة بسيطة في شمال سوريا من قبل تنظيم "القاعدة" وهم يسيطرون علي ما بين واحد إلي اثنين في المائة من سوريا.. ودعم هؤلاء وجعلهم ينتصرون علي داعش وعلي الجبهة الإسلامية وقوات نظام بشار الأسد يعتبر عملا عملاقا وهو أمر غير متصور. خاصة وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمهم بمبلغ مليار ونصف المليار دولار وهذه الأموال لن تكفي لدعم جيش لأنها عبارة عن فكة!! ولخص نطريته بأن الحل يكمن في قبول الدولة السنية "داعش" والجبهة الإسلامية والقاعدة وأكثر من ألف ميليشيا في سوريا إلي جانب الدولة العلوية "نظام بشار الأسد"!! اعتقد أن هذا المخطط يأتي ضمن الاستراتيجية الأمريكية لتقسيم دول المنطقة إلي دويلات صغيرة.. وكانت قد بدأت بتقسيم السودان إلي شمال وجنوب.. ومازالت هناك محاولات لتقسيمات أخري في الجزء الشمالي.. وهناك خلافات أيضا في الجزء الجنوبي.. وهذا يعني أن مخطط التقسيم مازال مستمرا في السودان!! والتقسيم الذي دعا إليه مدير مركز أوكلاهوما يقوم علي تقسيم كل من سوريا والعراق.. وهو تقسيم قائم علي مخطط طائفي ما بين دولة سنية تسيطر عليها الميلشيات التكفيرية.. ودولة علوية.. وفيما بعد يمكن تقسيم أجزاء من هذه الدولة إلي دولة كردية ودولة درزية.. ودولة شيعية وغيرها. كل هذا يأتي ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يسعي إلي تفتيت دول المنطقة إلي دويلات صغيرة بحيث لا تكون هناك دولة في قوة إسرائيل أو أقوي منها. وتكون لتل أبيب الهيمنة علي هذه الدول اقتصاديا وثقافيا وعسكريا. المخطط ماض في طريقه.. والوسيلة تشجيع أصحاب الفكر التكفيري لتوسيع نشاطهم بحيث يشمل دولا أخري في الخليج وغيرها. وما تشهده مصر حاليا من محاولات يائسة من هذه المنظمات أكبر دليل علي ذلك!! لكن.. هيهات لمثل هذه المخططات أن تجد لنفسها موضع قدم في مصر.