كثف النظام السوري في الأسابيع الأخيرة عمليات القصف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائراته يوميا علي المدن والبلدات السورية ويقتل فيها المئات. في الوقت الذي يتركز فيه اهتمام العالم علي حدث آخر. وهو الحرب علي مقاتلي الدولة "داعش". وفي أقل من أسبوعين. القت طائرات النظام السوري اكثر من 400 برميل متفجر علي مناطق خرجت عن سيطرته في محافظات حمص وحماه وادلب ودرعا واللاذقية والقنيطرة وحلب ودمشق. وذلك حسبما أظهرت ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان. وتشير أرقام المرصد السوري لحقوق الانسان الي ان البراميل المتفجرة والغارات الاخري تسببت بمقتل 232 مدنيا علي الاقل بينهم 74 طفلا و48 امراة في الفترة الأخيرة. وبدأ النظام السوري بالقاء البراميل المتفجرة من طائراته في أواخر العام 2012. قبل ان يرفع من وتيرة استخدامها في العام الحالي حين تسببت موجة كبيرة من هذه البراميل في فبراير الماضي بمقتل مئات الاشخاص في مناطق متفرقة من سوريا. والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات مياه أو براميل او اسطوانات غاز يجري حشوها بخليط من المواد المتفجرة والحديد من اجل زيادة قدرتها علي التدمير.. والقت المروحيات السورية الأسبوع الماضي أربعة براميل متفجرة علي مخيم للنازحين في شمال غرب محافظة ادلب. ما أدي إلي مقتل عشرة اشخاص علي الاقل واصابة العشرات بجروح. ويشكو السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة. عن استيائهم من تلكؤ الغرب في المساعدة علي الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد الذي واجه في منتصف مارس 2013 حركة احتجاجية سرعان ما تحولت الي نزاع مسلح قتل فيه نحو 195 الف شخص. وصادق مجلس الامن الدولي في فبراير علي قرار يدعو كل اطراف النزاع في سوريا الي وقف الهجمات التي تستهدف المدنيين. مشيرا علي وجه الخصوص الي استخدام البراميل المتفجرة. وقد وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية انتقادات متكررة الي دمشق حيال استخدامها "غير القانوني" لهذه البراميل. معتبرة انه ليس هناك من جهد دولي حقيقي لمحاسبة حكومة الاسد. وتقول لمي فقيه الباحثة في المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها انه "بينما تنصب الجهود الدولية علي وقف انتهاكات تنظيم الدولة. فانه ليس هناك في المقابل من جهد دولي للحد من انتهاكات الحكومة السورية. بما فيها الهجمات ضد المدنيين". وتقود الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا يشن غارات جوية علي مواقع لتنظيم الدولة في سورياوالعراق. من دون ان تشمل هذه الغارات نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتوضح فقيه "للاسف. فان الاهتمام الدولي انحرف عن مساره جراء تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في العراقوسوريا". ويلفت من جهته مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الي ان "عدد الغارات الجوية التي ينفذها النظام وتشمل القاء البراميل المتفجرة مهول. وقد تكثفت هذه الغارات في الفترة الاخيرة". وذكر انه إلي جانب غارات البراميل المتفجرة. فان الطيران السوري نفذ 472 غارة في أقل من اسبوعين. متهما دمشق بانها "تستغل" التركيز الدولي علي محارية تنظيم الدولة الاسلامية من أجل تكثيف هجماتها علي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.. وتري من جهتها المعارضة السورية ان توجيه الانتقادات الي دمشق لا يكفي. ويقول سمير نشار عضو الائتلاف الوطني لقوي الثورة السورية ان الولاياتالمتحدة تنتقد النظام ولا تقدم علي شيء. في الوقت الذي يحقق فيه النظام تقدما علي الصعيد العسكري.