لقد أصبحت ظاهرة في حياتنا ومجتمعنا إحناء الجباه والخنوع والنفاق للوصول ولأستمرار الحياة والبقاء علي كراسي المناصب . لا صدق في الأداء ولا كرامة في العمل إنما مصالح شخصية فقط من أجل البقاء . وإلي الجحيم أي مصلحة عامة أو قول صدق وأمانة عرض . نعم الأمر معقد للغاية وكنت قد حضرت لقاء جماهيريا معينا وكان سيلقي كلمة في الافتتاح ضمن الكلمات . شخص يمثل مكانة اجتماعية كبيرة وكان قبل هذا الاجتماع يهاجم وينقد بل ويهدد بعض المسئولين عن سوء تصرفهم وإدارتهم للأمور عامة ونحو مجتمعه خاصة . جلست في مقعدي متصوراً الخطاب الناري الأمين الصادق الذي قد يجعل المسئولين يتحركون للصالح العام وإذ بي أفاجأ بخطاب شكر وتحية وتقدير للأداء ومديح لا مديح بعده يفوق قصائد المدح في الشعر الجاهلي فما كان مني إلا مغادرة الاحتفالية فوراً وكلي تأثرا واستغرابا واشمئزازا هل هناك فعلاً في هذا العالم الفاني ما يدعو للخنوع والنفاق وقبول هذا الهوان؟ سؤال تردد في رأسي اجابته عندي طبعاً هو "لا" ولكن لدي الكثير الإجابة "نعم" ايها السادة إذا صفعك أحد أو أهانك تقبل يده وتمدحه . نعم هذا ما يحدث تحت مسمي توازنات . مصالح سياسية مشي حالك .. الخ من المصطلحات المرفوضة ولكن في زمن غابت فيه المثل والخلق والكرامة. ماذا يحدث أيها السادة ثم نطلب احترام المسئولين . كيف احترم اناسا تعودوا النفاق وصنع الفراعنة . كيف احترم من احتقره فيحترمني . كيف احترم من اصفعه فيقبل يدي بل ويزيد في مدحي بنفاق أنا أعلم أنه كاذب منافق لكن يسعدني كلامه بل يعني ان احترمه فهذه غيبوبة السلطة وحبها والسعي إليها وللأسف من يقوم بذلك يصل ويتقدم ويحقق ثراء ماديا وأدبيا ومن يقاوم ذلك ويفعل الصح مصيره هامش الامر والظل لكن يكفيه حرية نفسه التي يسجلها التاريخ والزمن وهو أمر قد لا يكون هاما في هذه الغابة التي نعيش فيها . ويبقي سؤالي مرة أخري هل هناك في الدنيا الفانية ما يساوي الخنوع والنفاق وما هو موقفك مع نفسك عندما تخلو إليها ونظرة الناس إن وجدت!!