كشفت العملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت في كرم القواديس بشمال سيناء وأودت بحياة 31 ضابطا وجنديا من رجال قواتنا المسلحة من خلال تكتيكها وطريقة تنفيذها أن هناك أيادي خارجية تسعي لزعزعة استقرار مصر ومحاولة إسقاط الدولة المصرية خاصة أنها وقعت في وقت كانت فيه مصر قد بدأت تشعر بالاستقرار والهدوء النسبي باستثناء ما يحدث من مظاهرات وأعمال شغب بالجامعات باتت هي الأخري في طريقها للانحسار وانتظام العملية التعليمية داخل الجامعات. الهدف من العملية الإرهابية الأخيرة كما هو واضح هو محاولة هز صورة المؤسسة العسكرية التي يحتمي وراءها الشعب وذلك عقابا وانتقاما من تلك المؤسسة التي وقفت بجانب الشعب في ثورته المجيدة يوم 30 يونيو.. تلك الثورة التي أحبطت المؤامرة الكبري التي تستهدف المنطقة العربية وتعمل علي تقسيم وتفتيت دول المنطقة.. ولهذا السبب يسعي المتآمرون بشتي الطرق لمحاولة إسقاط الجيش المصري لأنهم باتوا يدركون جيدًا بأن مصر لن تسقط في أيديهم طالما أن جيشها قوي متماسك يلتف حوله الشعب. المتآمرون وأصابعهم الإرهابية يحاولون بشتي الطرق إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب وهذا لن يحدث أبدًا حيث صار المصريون أكثر وعيًا بما يحاك من إرهاب للدولة المصرية وأن الشعب المصري بات علي دراية كاملة بالمخطط التآمري في المنطقة المدعوم من عدة دول وأجهزة استخبارات تستخدم الجماعات الإرهابية المسلحة لتنفيذ أغراضها واختيار سيناء لتكون وكرًا للإرهابيين وهو مخطط تم الإعداد له منذ سنوات إلا أن أعداد الإرهابيين ازداد بعد انهيار نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك نتيجة حالة الفوضي التي شهدتها البلاد في ذلك الوقت واستوطن العديد منهم شمال سيناء. إن أولي النتائج المستخلصة من العملية الإرهابية الأخيرة هو أن الإرهاب يزداد شراسة رغم العمليات العسكرية الناجحة التي تقوم بها قواتنا المسلحة طوال الأشهر الماضية وتصفية مئات الإرهابيين والقبض علي المئات منهم ولعل هذا ما دفع الدولة لاتخاذ إجراءات جديدة بهدف تأمين حدودها مع غزة بعد أن فطنت أخيرًا لخطورة الأنفاق الممتدة تحت الأرض علي طول الشريط الحدودي والتي يتسلل منها المسلحون والسلاح والتي لم ينفع معها تدميرها طالما تظهر في اليوم التالي أنفاق جديدة ولذا كان لابد من إخلاء الشريط الحدودي من سكانه وإقامة منطقة عازلة للقضاء نهائيًا علي الأنفاق السرية التي تعد المصدر الرئيسي للإرهاب في سيناء الذي سيندثر بمشيئة الله طالما أن الجيش والشعب إيد واحدة حتي لو تطلب الأمر إخلاء شمال سيناء كلها من سكانها حفاظا علي مصر.