العلاقة مع الله جل جلاله أكثر العلاقات شفافية. فهو سبحانه يعلم ما في القلوب والضمائر. علاقة لا تعرف الوساطة ولا الرشوة ولا المحسوبية ولا النفاق الدنيوي.. انها علاقة شديدة الخصوصية لا تقبل رقيبا ولا حسيبا. لان الله وحده هو الذي يحاسب الناس. وميزان أفعالنا عنده يجازي عليها.. واعجب كل العجب حين يأتي مخلوق ايا كان وزنه ويضع نفسه مكان الخالق.. حينئذ استنفر كل ما اعطاني الله من عزيمة وثقة واواجه من يعطي نفسه حق محاسبتي علي ملبس أو سلوك. أو اختيار. ايا كان ولو تطاول وحاول ترويعي مستخدما سلاح الدين حسمت أمري واسقطته من دماغي وذاكرتي فلا يعد موجودا. كثيرون هذه الايام يستعدون لمعارك السياسة ويستخدمون سلاح الدين "الذقون" و"النقاب" وما استطاعوا من رموز يلوحون بها وهم في ذلك احرار. ولكن حريتهم تقف أمام سدود حريتي الشخصية لانني لن اقبل من يحاصرني ويجرجرني إلي الوراء إلي عصور راحت بدعاوي دينية. وسوف اقاوم ومعي كثيرون لو حاول احدهم ان يستغل بيوت الله في أمور السياسة. ولاهداف دنيوية خالصة نعلمها.. فالاقنعة سقطت جميعا ولم يعد مجال للخداع والتزييف. لا اخفي خوفي رغم ذلك من أيام قادمة سوف يختلط فيها الحابل بالنابل تحت دعاوي ليس الايمان الخالص من بينها.. فمن يرد الجنة فلا يشيع الفتنة بين الناس. ولا يكذب ولا يتجمل بذكر آيات الله لان افعاله تنفي أقواله وادعاءاته. الايام الآتية والقادمة سوف تشهد حروبا ظاهرة وخفية وسوف تتكشف حقائق. وسنري مالم يكن في الخيال فحين تهبط الحرية فجأة علي اناس اعتادوا العمل في الخفاء وعرفوا الظلام المادي والمعنوي وحبسوا الروح في طقوس آلية حين يحدث ذلك لا يستطيع أحد ان يتنبأ إلي أين ستقودنا الأيام.. فاللهم قويني بإيمان لا نفاق فيه ولا رياء ولا شهوة تستعبدني ولا ضعف يمكن مني من يحاول استعبادي.