زحام.. فوضي.. عشوائية.. كل هذه الأوصاف تصلح أن نطلقها علي حركة المرور في "جسر السويس" والذي يربط بين منطقة كوبري القبة والطريق الدائري وبالتحديد موقف العاشر من رمضان وبداية طريق الإسماعيلية. يقترب طول جسر السويس من 20 كيلومتراً يفصل بين منشية البكري ومصر الجديدة والنزهة الجديدة وبين الزيتون وعين شمس والحرفيين. بداية الرحلة مع زميلي المصور كانت صعبة حيث عبرنا بالسيارة خط "مترو مصر الجديدة" عند ميدان ابن سندر.. لنفاجأ بسيارات تسير من اليمين إلي اليسار والعكس عبر المزلقان مما أحدث فوضي وارتباكاً خاصة مع مرور "المترو". بعد عبور المزلقان وحتي "إشارة روكسي" التي تعتبر أكبر عائق مروري في هذا الشارع اضطررنا للوقوف أكثر من 12 دقيقة رغم التواجد المكثف لرجال المرور. بعد "الإشارة" بدت الطريق أكثر اتساعاً لكننا لم نر الرصيف إطلاقاً من كثرة السيارات "المركونة" فوقه وبجواره والأغرب أنه حتي الميادين يتم استخدامها كجراج. سارت السيارة بنا بشكل طبيعي حتي وصلنا الميدان.. أمام المستشفي العسكري وقد تكدست السيارات في الاتجاه المقابل مما أثر علي حركة المرور في الاتجاه الذي نسير فيه. وصلنا إلي ميدان "الألف مسكن" حيث ظهرت مشكلة مافيا الميكروباص الذي يقف في أي مكان وفي أي وقت.. مواطن يركب.. وآخر ينزل.. هذا بخلاف وجود الباعة الجائلين الذين احتلوا منتصف الطريق. واصلنا الرحلة حتي منطقة "الجراج" التي بها نفس المشكلة وهي "الباعة الجائلين" الذين افترشوا كل مكان بالطريق حتي "الجزيرة الوسطي" وأصبح مرورنا بالسيارة أصعب من المرور من شوارع العتبة.. وبعدها وصلنا إلي منطقة عمارات الفاروقية" حيث احتل أصحاب المحلات والكافتيريات الرصيف وجزءاً كبيراً من الطريق. سارت بنا الرحلة علي ما يرام حتي موقف "العاشر" وبدأنا رحلة العودة وثبت أن الكوبري الموجود هناك أنقذ المنطقة من زحام وفوضي كبيرة. وفي العودة لاحظنا أن المناطق التي تصب المواطنين إلي جسر السويس تسبب أزمة كبيرة بداية من "جمال عبدالناصر" و"قباء" و"الأربعين" حيث يستخدم ساكنو هذه المناطق "التوك توك" للوصول إلي جسر السويس مما يحدث ارتباكاً وزحاماً وفوضي.. لدرجة أن "التوك توك" يدخل منتصف الطريق. وصلنا إلي منطقة "الجراج".. وكانت رحلة العودة أكثر زحاماً لوجود عدد كبير من الباعة الجائلين في هذا الاتجاه.. حتي وصلنا إلي منطقة "العرب" حيث وجدنا مقلب قمامة بجوار "حديقة العرب" مع زحام الميكروباص مما أدي إلي تعطلنا أكثر من 10 دقائق. وقبل وصولنا إلي ميدان الألف مسكن توقف الشارع تماماً وسرنا ببطء حتي عرفنا سبب هذا الزحام الرهيب وهو إغلاق الشارع الذي يمر أمام قسم عين شمس أمام السيارات التي تتجه ناحية اليمين إلي قلب عين شمس والمطرية وتم فتح الشارع الذي يليه وهو ضيق جداً. سارت بنا السيارة دون مشاكل حتي مررنا من إشارة روكسي بنفس صعوبة رحلة الذهاب.. وأهم ما لاحظنا عدم وجود رجال المرور طوال الشارع إلا عند إشارة روكسي فقط.