الخبر الذي أعلنته وكالات الأنباء عن استعداد مقاتلي القاعدة في باكستان للوقوف إلي جانب تنظيم داعش في معاركه داخل الأراضي السورية والعراقية..هذا الخبر يجب أن يأخذه العالم بمنتهي الجدية. فالأخطار التي ينذر بها ليست وليدة ذاتها. ولا طارئة. ولعلنا نذكر أن الحرب العالمية الثانية نشبت عقب حادثة اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته في مدينة سراييفو. بيد إرهابي من أبناء الصرب. كما كانت الحرب العالمية الثانية تالية لاجتياح قوات النازي أراضي بولندا. المثل العربي يتحدث عن النيران التي تنتج من مستصغر الشرر. وهو مثل صحيح تماما. ما يبدو للوهلة الأولي عاديا وطارئا وسهل الاحتواء. قد يتفاقم. وتتسع دوائره. ليفضي إلي نتائج من السهل منعها. أو العودة إلي لغة الدبلوماسية. التي تصبح بلا معني في ظل لغة الذبح والدمار. دخول قوات القاعدة الباكستانية أراضي العراق وسوريا. وربما أجزاء من الوطن العربي. سيتبعه بالضرورة دخول قوات أخري لمساندة مقاتلي داعش. مع احتمال شبه مؤكد أن تحاول القوات العراقية وقوات الحكومة السورية وقوات المعارضة. فضلاعن طائرات العديد من جيوش العالم. رد هجمات داعش وغيرها من التنظيمات عن مدن الوطن العربي. الصورة أعقد من أن ننظر إليها بالعين التي تختزل المشهد. أو تبسطه. لأن معني وجود قوات القاعدة الباكستانية في أرض المعارك. قد يكون مقدمة لدخول قوات من تنظيمات متطرفة أخري. بحيث تمتد احتمالات الخطر إلي آفاق يصعب تصورها. لأن كل فعل لابد أن يكون له رد فعل. طبيعي أن يتضاعف أعداد المقاتلين. سواء كانوا تابعين للأنظمة الحاكمة. أو الدول المساندة. أوتابعين للتنظيمات المتطرفة. بما يزيد من كثافة المعارك. واتساع دوائرها. بعيدا عن القرارات الفوقية التي تمليها حكومات الغرب. والشركات المتعددة الجنسيات. وشركات تصنيع السلاح. فإن علي المؤسسات الدولية أن تمنع النيران من أن تنطلق من مستصغر الشرر. والذي لم يعد كذلك للأسف. فالمعارك قائمة. إذا كانت حكومة باكستان مسئولة عن رعاياها. حتي من اختاروا التطرف. فإنها تستطيع أن نقضي علي النيران قبل أن تغادر رمادها. وعلي المنظمات الدولية كذلك أن تسعي لمنع مشاركة التنظيمات المتطرفة من خارج المنطقة العربية. حتي لا تمضي الأحداث في اندفاع مجنون. قد لا ندرك خطورته. لكن الآخرين في عواصم الغرب. وفي تل أبيب. يعرفون أبعاده جيدا. ويخططون لاستراتيجيته وتكتيكاته. وما قد ينطوي عليه من احتمالات.