شباب الفيس بوك بدأوا في الاستعداد للاحتفال بعيد ميلاد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية والمرشح المحتمل في انتخابات رئاسة الجمهورية. والاحتفال يوافق يوم 17 يونيه الجاري.. والشباب قدموا له التهنئة قائلين: كل سنة وأنت طيب يا مفجر ثورتنا.. ويا رئيسنا القادم.. ويستحق البرادعي فعلاً أن ينسب إليه أنه كان محركاً رئيسياً لثورة الشباب.. ولكن أن يكون رئيس مصر القادم فتلك قضية أخري بالغة الصعوبة. وطريق البرادعي لكي يحكم مصر شائك للغاية ومليء بالألغام التي تنفجر كل يوم في شكل شائعات واتهامات. فالبرادعي الذي يستحق التقدير كان أكثر منا ثقة وإيماناً بإمكانية العصيان المدني والتغيير السلمي في وقت كنا نعتقد فيه أن ذلك ضرب من الخيال. والبرادعي هو الذي قاد شباب الفيس بوك وبث فيهم الأمل والعزيمة بمنهجية جديدة في التحرك ومواجهة السلطة. وبشكل منظم لم يكن معهوداً من قبل في تاريخ التحرك عبر الإنترنت لتجميع صفوف الشباب وتعميق تواصلهم في كل محافظات مصر. ويكفي أنه في أيام الثورة كانت لدي محطات التليفزيون الفضائية ك"الجزيرة" و"العربية" قائمة كاملة بأسماء وهواتف النشطاء السياسيين من الشباب في مصر. الذين عملوا كمراسلين متطوعين لهذه القنوات. والذين ساهموا في انتشار الثورة علي نطاق واسع وفي تعبئة الجماهير وتوحيد المطالب وخلق مشاعر الرفض الجماعي للنظام. ولكن أن يكون البرادعي هو الرئيس فإن ذلك صعب للغاية. لأن البرادعي يواجه اتهاماً لم يستطع بعد رغم ماكينة الدعاية والترويج المنظمة له أن يمحوه وأن يزيله من الأذهان وهو أنه صناعة أمريكية. وفي مؤتمر الوفاق الوطني لم يتردد بعض المشاركين في توجيه هذا الاتهام علانية إلي البرادعي إلي الحد الذي دفع كاتباً كبيراً وهو الأستاذ صلاح منتصر إلي التدخل للدفاع عنه ومذكراً بدوره في الثورة والتمهيد لها. وإذا كان البرادعي الذي كان أبرز الوجوه السياسية المعارضة قبل اندلاع الثورة بعيداً عن الحصول علي إجماع الجماهير علي الوصول إلي كرسي الحكم.. فمن من المرشحين الحاليين يمتلك حظاً أوفر من غيره..! إن هناك علي أي حال غموضاً بدأ يلوح في الأفق حول موعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وهو غموض عبر عنه المستشار هشام البسطويسي المرشح للرئاسة بقوله إننا لا نعرف موعد الانتخابات الرئاسية.. ولا نعلم إذا كانت ستتأجل أم لا.. وقد تخلو مصر من منصب رئيس الجمهورية حتي عام 2013!! وهو تصريح يزيد من حالة الغموض التي تخيم علي مسار المرحلة القادمة واتجاهاتها.. فلا أحد في الساحة السياسية حالياً في مقدوره أن يقدم رؤية متكاملة لشكل وأولويات المستقبل.. وهناك الكثير من السيناريوهات المطروحة. ولكنها لا تقدم أيضاً إجابات شافية بقدر ما تزيد من الغموض الذي نتحدث عنه. وبقدر ما تقدم صورة لا تتسم بالتفاؤل للمستقبل. وبقدر ما تمثل أيضاً انتصاراً لقوي الثورة المضادة التي تسعي إلي إجهاض الثورة عن طريق زيادة المخاوف من التدهور الاقتصادي من خلال استمرار الغياب الأمني الذي أصبح يمثل ظاهرة لا يمكن السكوت عنها أو تبريرها.. ولهذا يصبح الحديث عن ضرورة التعجيل بوضع خارطة طريق تحدد مستقبل وتوقيت الخطوات القادمة مطلباً أكثر إلحاحاً وأهمية.. وفي هذا السياق فإننا نأمل أن تكون هناك لجنة حكماء تضع خارطة طريق المرحلة القادمة بعيداً عن الوجوه التي أصبحت معتادة ومكررة منذ بداية الثورة والتي يعبر كل أطرافها عن أجندة خاصة تخدم أيديولوجيات معينة. لا تحظي بالتوافق ولا بتأييد الأغلبية الصامتة التي ظلت علي حالها بعد قيام الثورة تتابع التطورات بقلق وتتمني ألا تطول الفترة الانتقالية لأنها بدأت تشعر بعواقب وتبعات الأوضاع الاقتصادية وانعكاساتها. وقد تفقد أيضاً الاهتمام بالثورة وتأييدها إذا ما تعرضت مصالحها الشخصية للخطر. وإذا ما واجهت مشكلات تموينية حادة أعقد من اختفاء أنابيب البوتاجاز. أو ندرة السولار..! ونعود للسؤال المطروح حول من يملك فرصاً أكبر في هذه الظروف ليكون فارس السباق الرئاسي..! والإجابة أن أحداً لا يمكنه الادعاء من المرشحين بأنه الأكثر شعبية وقدرة علي حسم المعركة. ولكن هناك من يمكن القول بأنه يمثل العبور الآمن نحو المستقبل حتي يتم إرساء الشكل الديمقراطي وتقدم شباب الثورة إلي المواقع الأمامية. ويمثل عمرو موسي هذه النظرية وهذا التصور.. وربما كان هو الأكثر اقتراباً من المنطق الآن.. وإن كان أحد أيضاً لا يمكنه التنبؤ بشيء.. فالغموض هو سمة كل شيء الآن..! ** ملحوظة أخيرة: موقع علي الإنترنت لكارهي هالة سرحان. وموقع آخر لكارهي نوارة نجم.. وموقع لأنصار هالة سرحان.. وموقع لأنصار نوارة نجم.. ومناقشات وحوارات في السياسة والإعلام والفكر بنفس طريقة حوارات كرة القدم.. تعصب واندفاع.. وغياب للروح الرياضية.. وكلمات بذيئة أيضاً..!