مع كل تغيير وزاري في حقيبة وزارة التربية والتعليم يعلن الوزير الجديد عن خطة طموحة لإصلاح التعليم المصري ويؤكد ان عهده سيشهد طفرة تعليمية وحالة من الضبط ثم يبدأ استراتيجية إصلاح التعليم متصوراً ان اصلاح الثانوية يعني اصلاح التعليم متناسين ان الاصلاح يبدأ من أول السطر وليس من نهايته. ومن ثم تحولت الثانوية العامة لحقل تجارب وأبنائنا لفئران. د. أحمد فتحي سرور أستاذ القانون عندما تولي وزارة التربية والتعليم قام بإلغاء الصف الخامس الابتدائي لاعتبارات غير تربوية تتعلق فقط بتوفير وتقليل النفقات علي التعليم الحكومي وكانت الحجة توفير 200 مليون جنيه. وعندما جاء د. عادل عز وزارة التربية والتعليم لمدة خمسة شهور.. لم يفعل شيئاً يذكر في تلك الفترة. وتولي بعدها د. حسين كامل بهاء الدين أستاذ طب الاطفال الوزارة ليستمر 12 عاماً كاملة قام خلالها بتغيير النظام التعليمي واخترع نظام العامين للثانوية العامة بعد أن كانت سنة واحدة لتنتشر الدروس الخصوصية بشكل غير مسبوق وتنتشر أيضا مراكز الدروس الخصوصية.. إضافة لمعاقبة من يضع امتحانات صعبة ليتم نقله خارج محافظته ليكون عبرة لزملائه لذلك ظهرت المجاميع الخرافية التي تجاوزت المائة في المائة وصلت إلي 105% في الوقت نفسه كانوا يرسبون في السنة الأولي في كليات القمة ومعظمهم يترك الكلية فيما بعد أضافة لعودة الصف الخامس الابتدائي الذي كلف الدولة 3 مليارات جنيه. وجاء بعده د. أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم وكان صادقا مع نفسه وكان متأكداً أن اصلاح التعليم لابد ان يبدأ من الثانوية العامة فوضع برنامجاً اصلاحي يبدأ من مرحلة الحضانة ولانه كان صادقا مع نفسه لم تمهله الخفافيش فأطاحوا به. وجاء د. يسري الجمل وفي عهده عقد مؤتمرات تحت رعاية الرئيس السابق لتطوير الثانوية العامة وشهد المؤتمر جدلاً كبيراً علي مقترحات الوزير وانتهي المؤتمر لتعود الثانوية لعام واحد مع تطبيق نظام التقويم الشامل والتراكمي علي السنوات الثلاث ولكن لايحسب مجموع الثانوية إلا علي العام الاخير فقط وفي عهده تسربت أسئلة الثانوية العامة وانتشرت لجان الغش الجماعي.. ليقول في أحد المداخلات التليفزيونية "التسرب يحدث من سنوات سابقة". وجاء د. أحمد زكي بدر وسار علي منوال سابقيه وبدأت أحلامه من الثانوية العامة ونجح بجدارة في إدخال الحزن علي الأسر المصرية بعد اعلانه لأسوأ نتيجة في تاريخ الثانوية خلال العقد الاخير.