كلما اقترب موعد بدء العام الجامعي الجديد في 11 أكتوبر القادم.. كلما زادت نبرة وحدة التهديد والوعيد للطلاب المشاغبين وهواة التخريب والتدمير بالجامعات.. من جانب كافة المسئولين بدءاً برئيس الوزراء ومروراًَ بوزيري التعليم العالي والداخلية وانتهاء برؤساء الجامعات. ورغم أننا جميعاً نرفض أي محاولات عنف أو فوضي أو تخريب من جانب قلة من طلاب الجامعات الذين ينتمون إلي التنظيم الإرهابي اللعين.. إلا أننا نؤكد في نفس الوقت أن غالبية شبابنا بخير. إن معظم أبنائنا في الجامعات المصرية "حكومية وخاصة" وطنيون ويحبون بلدهم ويريدون أن يتعلموا وينطلقوا إلي آفاق أوسع في رحاب العلم.. ومن ثم فإن قلة من المشاغبين والمخربين لن تؤثر علي هذا الجمع خاصة بعد أن تعلم الطلاب الدرس في العامين الماضيين.. حيث اتضح أن هذه القلة المرفوضة تعمل لصالح جماعة إرهابية منحلة. والحق.. أن د.السيد عبدالخالق وزير التعليم العالي يبذل جهوداً خارقة من أجل ضمان عام جامعي بلا عنف أو مظاهرات أو تخريب.. إلا أننا نشعر في بعض تصريحاته مدي القوة في التهديد والوعيد لمن يفكر أن يقوم بأعمال عنف كما نشعر بأن الوزير "شايل" سيفه وكأنه ذاهب إلي ميدان المعركة. علي هذا المنوال.. يسير كثير من رؤساء الجامعات وفي مقدمتهم د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذي يؤكد أنه أعد مجموعة من وسائل الردع للمخربين والمشاغبين وهواة العنف ومنها الفصل النهائي لمن تثبت إدانته.. وكذلك الطرد من المدينة الجامعية.. موضحاً أنه لم يدخل المدينة الجامعية إلا الطالب الذي يريد أن يتعلم.. ولن يدخلها أيضاً إلا بعد عمل "فيش وتشبيه". هذه صورة بعض التصريحات الكلامية للمسئولين أما الصورة الأخري داخل الجامعات فهي حالة من إعلان الطوارئ.. حيث يتم تركيب بوابات رئيسية مصفحة في بعض الجامعات مثل جامعة عين شمس التي عانت الأمرين من المشاغبين والمخربين في العام الماضي.. بالإضافة إلي تركيب كاميرات مراقبة وبوابات دخول بالكارنيه الممغنط. رغم أننا نشجع وندعم كل إجراءات الأمن والحماية بالجامعات.. إلا أننا في نفس الوقت يجب أن نهدأ ونجمل تصريحاتنا ونكسب شبابنا المتحمس بالأنشطة والبرامج الجديدة مع بداية العام الجديد.. لأننا بصراحة لسنا مقبلين علي معركة ولكن علي جامعي نتمني أن يكون عاماً مفيداً لأبنائنا وللوطن. كما اتمني من وزير التعليم العالي أن يهدأ قليلاً ويترك سيفه جانباً وينظر إلي المستقبل بعين أخري ويركز في لقاءات خاصة مع رؤساء الجامعات حول تطوير المناهج وتحديث البرامج الجديدة.. ويكون في أول يوم دراسي في استقبال الطلاب بإحدي الجامعات سواء بالقاهرة أو المحافظات الأخري. إنني متفائل بأن العام الجامعي القادم سيكون عاماً هادئاً عن الأعوام السابقة.. يلفظ فيه الطلاب الوطنيون أصحاب الفكر التخريبي من المنتمين للجماعة الإرهابية.. تاركين الإرهاب الأسود خلف ظهورهم.. ومنطلقين إلي عصر جديد مشرق ومضئ!