أصبحت تذاكر قطارات السكة الحديد بأسوان أسرع وسيلة للثراء السريع بالنسبة للسماسرة وبعض العاملين في مكتب المبيعات بمحطات السكة الحديد وغيرهم من معدومي الضمير الذين يستغلون حاجة أهالي المحافظة الشديدة في السفر خلال موسم الصيف والإجازات ويقومون ببيع التذاكر بأسعار تزيد 100% عن قيمتها الحقيقية في السوق السوداء خاصة أن أهالي أسوان يفضلون السفر بواسطة القطارات باعتبارها وسيلة المواصلات الأساسية لهم لطول المسافة بين أسوان وبين المحافظات الأخري. تذكرة قطار الدرجة الثانية المكيفة أصبحت تباع بسعر 110 جنيهات علي أقل تقدير رغم أن سعرها 55 جنيها وتتم عملية البيع والشراء جهارا نهارا في غيبة تامة من المسئولين في السكة الحديد والشرطة. جميع أهالي أسوان يعلمون أن التذاكر تباع في السوق السوداء بأسعار مضاعفة في المقاهي المجاورة إلي محطات السكة الحديد بالمحافظة ماعدا رجال الشرطة الذين يضعون أيديهم في الماء البارد كما يقولون ويتركون المواطن البسيط فريسة في أيدي معدومي الضمير الذين يستبيحون أكل أموال الناس بالباطل. الواقعة الوحيدة التي تحركت فيها الشرطة بقوة للتصدي للسوق السوداء كانت منذ عشرة أيام عندما ضبطت مباحث كوم أمبو "بائع" ومعه 107 تذاكر سكة حديد ومبلغ مالي تجاوز 6 آلاف جنيه قيمة مبيعات التذاكر في يوم واحد وذلك أثناء قيامه ببيعها في أحد الفاترينات المتواجدة بالمحطة بأزيد من السعر المقرر. أكد الأهالي أن مكتب مبيعات السكة الحديد هو رأس الأفعي ويلعب دورا كبيرا في تسريب التذاكر يوميا إلي السوق السوداء حيث يقوم بعض الموظفين داخله باستخراج التذاكر قبل 15 يوما من موعدها وحينما يسأل المواطنون عن تذاكر القطارات يجيبون بأنه لا يوجد تذاكر إلا بعد أسبوعين بينما يؤكد الأهالي الذين يشترون التذاكر من السوق السوداء أن تاريخ الإصدار المدون علي هذه التذاكر يعود إلي 15 يوما سابقة رغم أنهم يشترونها في نفس اليوم الذي يسافرون فيه. أكد مصدر مسئول في المحافظة رفض ذكر اسمه أنه تم عرض أزمة بيع تذاكر القطارات في السوق السوداء علي المهندس هاني ضاحي وزير النقل خلال زيارته الأخيرة لأسوان والعجيب أن الوزير اعترف صراحة بأنه لا يجد حلاً لهذه المشكلة التي يفتعلها مجموعة من معدومي الضمير وطلب حلا لهذه الأزمة المتفاقمة. اقترح المصدر اصدار تذاكر السفر بالسكة الحديد بالاسم ورقم البطاقة كما يحدث في قطارات النوم لمنع تداول هذه التذاكر في السوق السوداء وفي النهاية مازال المواطن الأسواني حائرا بين سندان إهمال المسئولين ومطرقة معدومي الضمير.