داعش منظمة إرهابية مسلحة تقتل وتذبح بدم بارد. داعش تتار العصر. داعش صناعة أمريكية لتمزيق الوطن العربي وإعادة تقسيمه مرة أخري. داعش تقتل المسيحيين وتهجرهم من ديارهم في العراقوسوريا. داعش منظمة عميلة ومتآمرة للإساءة إلي الإسلام يقودها أبو بكر البغدادي اليهودي الذي يدعي الإسلام. داعش مشروع مخابراتي بتمويل خليجي لمواجهة النفوذ الشيعي في العراق والنفوذ العلوي في سوريا والشام. داعش تنظيم جهادي تكفيري سني مرتبط بالقاعدة. داعش صناعة يهودية صهيونية لتحويل أنظار العالم بالجرائم التي يرتكبها عن الجرائم الأكثر بشاعة التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. أمريكا توجه ضربات جوية مكثفة إلي مواقع داعش لا للقضاء عليها ولكن لتأديبها فقط والانتقام من جرائم تهجير المسيحيين. *** هذه بعض نماذج لما سمعنا وقرأنا عن "داعش" منذ أن ظهر هذا الاسم الغريب علي الساحة الإعلامية.. وهو بالمناسبة مأخوذ من الاسم الرسمي للتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام".. ومن هذه النماذج وما بينها من تناقضات يتضح اننا قد لا نعرف الحقيقة الكاملة عن هذه المنظمة التي حيرتنا.. فقد ظهرت بشكل فجائي.. وحققت انتصارات فجائية ومريبة.. وهي تدعي انها دولة اسلامية ثم ترتكب من الجرائم البشعة ما يلوث وجه الاسلام أمام العالم وأمام المسلمين في المقدمة. ربما يكون السبب في ذلك اننا لم نعتمد علي وسيلة اعلامية عربية أو اسلامية موثوقة تقترب من هذه المنظمة الغامضة صاحبة المفاجآت السيئة.. ونعتمد فقط علي وسائل إعلام أمريكية وغربية تنقل لنا ما تريد أن تنقله وتخفي عنا ما تريد أن تخفيه. ثم ان الأطراف العراقية المتصارعة.. والتي أعطت لنفسها الحق في أن تحمل السلاح وتلجأ إلي التفجيرات المتبادلة أوجدت بيئة مناسبة للعنف والرصاص كان من السهل أن تشكل حاضنة لداعش ولأي تنظيم ارهابي آخر وتوفر له المشروعية لكي ينمو ويتمدد. وقبل كل هذا وبعده فإن الاضطراب السياسي والتمزق والاحتكار الذي فرضته حكومة المالكي في العراق والصراع المسلح الدموي بين نظام الأسد ومعارضيه في سوريا من شأنه أن يفسح المجال ليس لظهور داعش واحدة وإنما ألف داعش. وأخيرا.. قولوا في داعش ما تقولون فهي عنوانكم.. عنوان شعوب متخلفة ضائعة لا تعرف كيف تختلف وكيف تتفق وكيف تتعايش مع اختلافاتها وكيف تقيم نظما سياسية ديمقراطية حديثة تستوعب المؤيدين والمعارضين بميزان العدالة والتسامح. داعش عنوان الفقر والجهل والمرض.. عنوان الطمع والجشع والاحتكار السياسي والمذهبي والديني.. عنوان نخبة سياسية وفكرية فاشلة أعطت الفرصة للأعداء ليتلاعبوا بها وبأوطانها. لا تغضبوا.. داعش عنوان أمة ضحكت من جهلها الأمم.