آثار فيديو دار أيتام مكةالمكرمة بالهرم الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي أمس ويكشف عن قيام مدير الدار بضرب الأطفال نزلاء الدار وتعذيبهم لقيامهم بفتح الثلاجة وتشغيل التليفزيون. استياء الرأي العام وهز الوجدان ولقي استنكار المسئولين والمشرفين بدور الأيتام الذين وصفوه بأنه عار علي العمل الاجتماعي. قال المسئولون بدور الأيتام ان مشكلة الدار بدأت في منتصف شهر رمضان ووصل الأمر إلي مديرية الشئون الاجتماعية بالجيزة التي اتخذت قرارا بسحب الأطفال وغلق الدار. قالوا: للأسف البعض اتخذ من دور رعاية الأيتام مصدرا للتربح وكنشاط تجاري بعيدا عن الهدف الانساني التي أنشئت من أجله وهي رعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية. انتقدوا ان يدفع الأطفال الأيتام ثمن الخلاف بين مدير الدار وزوجته التي أرادت بدورها إنشاء دار أخري ونقل الأطفال لها. فاطمة الصاوي - مديرة مؤسسة الفتيات بامبابة - قالت: ان قرار غلق جمعية مكةالمكرمة جاء منذ منتصف شهر رمضان بعد أن نما لعلم مديرية الشئون الاجتماعية بالجيزة مخالفات الجمعية وقيام مديرها بتعذيب الأطفال نفسيا وبدنيا ولفظيا والجديد ان الفيديو تم تداوله أمس فأثار مشاعر وغضب الجميع. قالت: إن مدير الدار عار علي العمل الاجتماعي نتبرأ منه جميعا ولا يستحق أن يتولي مهمة رعاية الأيتام.. فلا يصلح أن يربي حيوانات.. والجزار في قلبه رحمة عنه. أضافت ان دور الأيتام تخضع لرقابة الوحدة الاجتماعية والإدارة الاجتماعية والمديرية والجهات الثلاث تقوم بالمرور الدوري علينا بمعدل 5 زيارات شهريا وان كنت أطالب بمضاعفة وتكثيف الرقابة علي المؤسسات حتي لا يتكرر مثل هذا الحادث البشع الذي هز الوجدان وأثار المشاعر ولابد من مراعاة القوة الاستيعابية لدور الأيتام لأنه للأسف البعض اتخذ منها تجارة ووسيلة للتربح بسبب التبرعات بعيدا عن الرسالة الانسانية المفترض ان تقوم بها للأسف هناك تجاوزات ولابد من التصدي لها وعدم التساهل معها وملاحظتي علي دار مكة انها مشتركة تجمع بين البنين والبنات كيف؟ ولماذا هذا الاختلاط؟. قالت: لابد من توعية القائمين علي دور الرعاية أن تكون التربية وسطية بلا قسوة وبلا قهر وفي نفس الوقت بعيدا عن الدلع والتدليل حتي نقدم للمجتمع مواطنا سوي نفسيا واجتماعيا. وتساءلت سامية محمد - مشرفة بمؤسسة الفتيات - هل يستحق هؤلاء الأطفال التعذيب والعقاب علي ظروفهم الاجتماعية القاسية التي أجبرتهم علي البقاء بين جدران دور الرعاية بعيدا عن حنان الأم ورعاية الأب؟ هؤلاء الضعفاء هم أحق بالرعاية والحنان والاحتضان والاحتواء ويكفي الخوف والرعب والتوتر الذي يسيطر علي نفسياتهم. أشرف سيد مرسي - مدير جمعية المواساة الإسلامية بالعباسية - وصف تصرف مدير دار مكةالمكرمة بالتصرف الأحمق والأسلوب غير التربوي وانه انسان تجرد من الرحمة.. وعنيف مؤكدا ان العنف لا يبني انسانا سويا والضرب المبرح ليس وسيلة للتقويم والتأديب. تساءل مدير الدار ثانوية عامة كيف أصبح مديرا للدار وهو غير مؤهل للعمل في هذه الوظيفة خاصة وأن وزارة الشئون الاجتماعية تشترط خبرة في مدير الدار لا تقل عن 10 سنوات وأن يكون من خريجي معهد الخدمة الاجتماعية أو آداب قسم اجتماع أي مؤهل تربويا واجتماعيا. قال ان وراء مشكلة الدار خلافات أسرية بين مدير الدار وزوجته التي أرادت أن تفتح دار أخري وتستقل بنشاطها وما قامت به زوجته هو بمثابة بلاغ كيدي للانتقام من زوجها.. والزوجان مدانان.. كيف انها تلتزم الصمت علي هذا الفيديو ولم تقم بالإبلاغ عن زوجها؟.. ولماذا أظهرت هذا الفيديو الآن؟. أضاف واضح ان مدير الدار يعيش حياة التفكك الأسري مما جعله غير سوي وأثرت علي تصرفاته مع نزلاء الدار. قال إن دور الرعاية تخضع لتقنية المديريات الاجتماعية وربما مارس العنف مع الأطفال في الفترة المسائية من الثامنة مساء حتي الثانية صباحا بعيدا عن أعين تفتيش الشئون الاجتماعية. أضاف ان مثل هذا المسئول يخرج للمجتمع أجيالا غير سوية ويحتاج لعلاج نفسي لأنه ربما نشأ علي العدوانية وما يثير الاطمئنان انه تم احالته للنيابة. قال: رب ضارة نافعة هذا الحادث سيضاعف رقابة الشئون الاجتماعية علي دور رعاية الأيتام خاصة ان بعضها تحاول اخفاء نشاطها بعيدا عن أعين الشئون.. ولابد من مراعاة أن الأيتام لا حول لهم ولا قوة يعيشون حياة اجبارية مفروضة عليهم وليس لهم أي اختيار لا في الملبس ولا الطعام ولا حتي مشاهدة التليفزيون. أضاف هذه الواقعة تؤكد ان هناك جمعيات هدفها التربح وليس رعاية الأيتام. أحمد الشاذلي - مدير مؤسسة الجمالية - قال: إن الواقعة تهز الوجدان وتوجع القلب فبدلا من أن يحتضنهم ويعوضهم حنان الأسرة الذي افتقدوه يقسو عليهم ويضربهم ضربا مبرحا وهم أطفال صغار لا يقدرون الخطأ.. مؤكدا أن مدير الدار باع ضميره وعذب الأطفال الأبرياء. مديحة أحمد عبدالعزيز - مشرفة بدار أهالينا بالعمرانية - قالت: إن الضرب آخر وسيلة نلجأ لها كوسيلة للعقاب وهناك وسائل أخري كالحرمان من الحلويات أو الخروج حتي لا يتكرر الخطأ.. أما ما فعله مدير مكة هو تعذيبهم.. وطالبت بمحاسبة المتورطين في الحادث لأن ما حدث عار علي العمل الاجتماعي