ذكرت وكالة الأنباء التونسية الليلة الماضية أن مواطنين مصريين قتلا بمعبر رأس جدير الحدودي بالجانب الليبي جراء اشتباكات بين المواطنين المصريين الذين كانوا يتدافعون للمطالبة باجتياز الحدود نحو تونس وبين الأطراف الأمنية والعسكرية الليبية التي أطلقت النار لتفريقهم حسب الوكالة التونسية. في نفس الوقت وصلت إلي مطار جربا التونسي ثلاث طائرات مصرية لإعادة المصريين العالقين ونفي وزير الطيران حسام كمال ما رددته بعض وسائل الإعلام عن مطالبة مصر للطيران للمصريين العائدين بدفع تكاليف إعادتهم مؤكداً أن ذلك يتم علي نفقة الدولة. علي صعيد القتال استأنفت الكتائب الليبية المتنازعة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس القتال والقصف العنيف سعيا للسيطرة علي المطار الرئيسي في المدينة في واحدة من أسوأ جولات القتال في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام .2011 قتل نحو 200 شخص منذ اندلاع القتال قبل اسبوعين في العاصمة وفي مدينة بنغازي في شرق البلاد حيث استولي تحالف من المقاتلين الإسلاميين والثوار السابقين علي قاعدة كبري للجيش في المدينة. ترددت أصداء انفجارات القذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات في طرابلس بعد يوم علي موافقة الفصائل علي هدنة تسمح لرجال الاطفاء باخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود جراء إصابة أحد الخزانات بصاروخ. لم تتمكن الحكومة المركزية الهشة في ليبيا وجيشها الحديث النشأة بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بحكم القذافي من فرض سيطرتها علي الكتائب المسلحة للثوار السابقين الذين باتوا صناع القرار السياسي في البلاد وينحصر معظم القتال بجنوبطرابلس حيث تتبادل الفصائل المتنازعة صواريخ جراد وقذائف المدفعية ونيران المدافع بين المطار الذي تسيطر عليه كتائب مقاتلي الزنتان والجيوب التي يسيطر عليها خصومهم كتائب مقاتلي مصراتة. كان مجلس الحكماء والشوري في ليبيا قد تقدم في وقت سابق أمس بمبادرة لحل النزاع القائم بين الساسة المختلفين بالبلاد نصت بنود المبادرة علي ايقاف إطلاق النار من جميع الأطراف المتنازعة اعتبارا من تاريخ المبادرة ليتمكن مجلس الحكماء والشوري بليبيا من الحوار مع كل الأطراف المتنازعة وصولا إلي الحلول التي تضمن بسط سيطرة الدولة وضمان هيبتها وتسليم كل المواقع التابعة للدولة إلي جهات الاختصاص المتمثلة في وزارة الداخلية والجمارك والموانئ وتسليم المعسكرات لرئاسة الأركان.