قطفت حفنة من الأيام التي فوق الحائط.. تساندت كطفل صغير في خطواته الأولي المرآة تحمل وجهاً قبيحاً.. جن جنونها.. بسطت يدها إليها.. ولكن مرضها المزمن يتدخل في اللحظة الأخيرة.. فراحت تسعل. وتسعل.. حتي تهاوت قواها.. أمسكت قلبها الواقع علي الأرض.. ووضعته في صدرها. "2" جلست أمام العجوز ذات غروب.. تلملم سني العمر.. وتفرشها.. مدت يدها من لا وعي.. وهمست.. الفي بياضك يا شابة.. لم تجد سوي الدموع.. ثم مدت يدها.. لتقص خصلة من شعرها.. المبلل بسني العمر.. وأخبرتها عن السر.. وطلبت منها عدم الخوف.. والانزعاج فالأمر هين وبسيط.. وستُبطل هذا السحر.. ثم اقتربت منها.. لتضمها في حنان.. فسمعت خلجات القلب المطربة.. وتعاهدا بكتمان السر.. "3" وقفت يوم كان الفيضان.. يجرف كل شيء أمامه.. الأطفال.. النساء.. الشيوخ حتي المباني لم تسلم.. والكل يصرخ.. ويهرول.. حينها طلبت منهم أن يختبئوا داخل كوخها الصغير.. وأعلنت لهم ان الفيضان يحبها.. ولن يجرؤ علي الاقتراب من كوخها الصغير.. "4" وظلت تحتطب ثلاثة أيام.. تجمع الكلأ.. والعشب الكثير.. من فوق التلال.. ومن تحت الجليد.. والشمس المحرقة.. لا تبالي بحر الشمس.. ولا برد الجليد.. ثم جلست أمام التّنور.. تصنع خبزاً.. وطعاماً للأطفال وأخذت تذبح كل ما في بيتها.. من فئران.