* يسأل ماجد بركات: ما حكم من مات وعليه صيام من رمضان؟ ** أجمع العلماء أنه من مات وعليه فوائت من الصلاة فإن وليه لا يصلي عنه هو وغيره. وكذلك من عجز عن الصيام لا يصوم عنه أحد أثناءحياته. فإن مات وعليه صيام وكان قد تمكن من صيامه قبل موته فقد اختلف الفقهاء في حكمه. فذهب جمهور العلماء منهم أبو حنيفة ومالك والمشهور عن الشافعية وهو الذي نميل إليه أنه يستحب لوليه أن يصوم عنه. ويبرأ به الميت. ولا يحتاج إلي إطعام عنه. والمراد بالولي هو قريب الميت. سواء كان عصبة. أو وارثاً. أو غيرهما. ولو صام أجنبي عنه صح. إن كان بإذن الولي وإلا فإنه لا يصح واستدلوا علي ذلك بما رواه أحمد والشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسيلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" زاد البزار لفظ: إن شاء. وهذه الرواية سندها حسن وروي أحمد وأصحاب السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن أمي ماتت وعليها صيام شهر أفاقضيه عنها؟ فقال: "فدين الله أحق أن يقضي". * تسأل ميرفت علي: ما الذي يستحب للمعتكف. وهل لابد له من الصيام. وما حكم اعتكاف المرأة؟ ** يستحب للمعتكف أن يكثر من نوافل العبادات. وأن يشغل نفسه طيلة فترة اعتكافه بالصلاة وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام علي النبي صلي الله عليه وسلم والدعاء ونحو ذلك من الطاعات التي تقرب إلي الله تعالي وتصل المرء بخالقه جل ذكره. وكذلك يستحب للمعتكف أن ينشغل بدراسة العلم واستذكار كتب العلم النافع. كما يستحب له أن يتخذ خباء في صحن المسجد أو في جانب منه اقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم. والمعتكف إن صام فحسن وإن لم يصم فلا شيء عليه وإن كان الأفضل الصيام. فقد ورد "لا اعتكاف إلا بصوم". وللمرأة أن تعتكف كالرجل لكن لا يصح لها أن تعتكف في مسجد بيتها. لأن مسجد البيت لا يطلق عليه اسم المسجد وقد صح أن أزواج النبي صلي الله عليه وسلم اعتكفن في المسجد النبوي الشريف. * يسأل سامي طه: هل من السنة في يوم العيد أن يذهب المسلم إلي صلاة العيد من طريق ويرجع من أخري؟ ** ذهب أكثر أهل العلم إلي استحباب الذهاب إلي صلاة العيد في طريق والرجوع في طريق آخر سواء كان إماماً أو مأموماً. فعن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خلف الطريق.. رواه البخاري. ويجوز أن يرجع في الطريق الذي ذهب فيه. فعن أبي داود والحاكم والبخاري في التاريخ عن بكر ابن مبشر قال: كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي المصلي يوم الفطر ويوم الأضحي فنسلك بطن بطحان "وهو واد بالمدينة" حتي نأتي المصلي فنصلي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم نرجع من بطن بطحان إلي بيوتنا. قال ابن السكن: إسناده صحيح. * يسأل وائل مصطفي: كيف يودع المسلمون شهر رمضان المبارك؟ *** يجب علينا أن نودع رمضان ونحن نذكر أن الله تعالي يريد أن يجعلنا بالصيام الأقوياء الأمناء فحذار أن ينسلخ عنا رمضان ونحن الخونة الضعفاء. ولقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في إتمام العمل وإكماله ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء هم الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة كانوا لقبول العمل أشد اهتماماً من العمل. لأنهم قد سمعوا الله عز وجل يقول "إنما يتقبل الله من المتقين" المائدة: .27 يقول الحسن رضي الله عنه: إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلي مرضاته. فسبق قوم ففازوا. وتخلف أقوام فخابوا. فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون. فياليت تشعري من هذا المقبول فنهنئه؟ ومن هذا المحروم فنعزيه؟! * يسأل علاء راضي: أي الليالي هي ليلة القدر. ومتي يستحب طلبها؟ ** ليلة القدر هي ليلة تقدير الأمور. وهي أفضل ليالي السنة علي الاطلاق. قال الله تعالي في سورة بأكملها سماها سورة القدر "إنا أنزلناه في ليلة القدر ہ وما أدراك ما ليلة القدر ہ ليلة القدر خير من ألف شهر ہ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ہ سلام هي حتي مطلع الفجر" أي أن العمل في ليلة القدر من الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وسائر أنواع القربات والطاعات وعمل الخير كل ذلك خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". ويستحب طلبها في الوتر في العشر الأواخر من رمضان. فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان. فقد ورد أنه صلي الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر. وهذا كناية عن الاجتهاد في العبادة. وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وللعلماء آراء في تعيين هذه الليلة. فمنهم من يري أنها ليلة الحادي والعشرين. ومنهم من يري أنها ليلة الثالث والعشرين. ومنهم من ذهب إلي أنها ليلة التاسع والعشرين. ومنهم من قال: إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان. والرأي الذي أرجحه ما رآه أكثرهم أنها ليلة السابع والعشرين. فقد روي أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين". وأماراتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها. وقد أخفي الله تحديدها وتعيينها لتجتهد الأمة في العبادة والطاعة في سائر ليالي العشر الأواخر من رمضان.