"ويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون" قد يسأل البعض كيف يكون الشخص ساهياً عن صلاته ويطلق عليه مصلياً.. وقد يتطاول آخر ويقول كان يتعين ان تكون الآية.. ويل لغير المصلين. تعالي الله وتنزه عن أن ينزل قرآناً يحتاج الي تعديل. انما الفهم الصحيح لهذه الآيات ان الله سبحانه وتعالي هدد الذين يصلون ولكنهم عن غاية الصلاة ساهون. فإذا كانت الصلاة كما قال رب العزة تنهي عن الفحشاء والمنكر فإننا نفهم- والله أعلم- أن الغاية من الصلاة ذكر الله دائماً ذكرا ينهينا عن إتيان الفواحش وارتكاب المنكر بكافة الصور. فالكذب فاحشة والبخل فاحشة والخيانة فاحشة والظلم فاحشة والغش في البيع والشراء. الصلاة ناقوس يومي يذكر العبد بمسئوليته أمام ربه. فيقبل علي عمل الخير للأمة كلها. يعمل علي حماية وطنه. والنهوض به يقبل علي أداء عمله باتقان وجهد. لا يستغل ظروف الناس وأحوالهم ليشبع أنانيته علي حسابهم.. من يفعل ذلك لم يسه عن صلاته. وأداها كما أراد الله. وفرضها علي عباده ومن حاد عن ذلك فقد ضل وسهي عن صلاته ولم يعرف الطريق الذي رسمه الإسلام وإن صلي فعلاً. المستشار محمد محمد خليل رئيس محكمة الاستئناف