السهو في الصلاة أمر جبلي لا يسلم منه أحد حتى إنه وقع من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يلام العبد إذا سها في صلاته، وقد رفع الله برحمته عن هذه الأمة المؤاخذة في الخطإ والنسيان. ولا يلام العبد لأنه من طبيعة الإنسان، وأما السهو عن الصلاة فهو المذموم الذي قال الله تعالى عنه: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. أي غافلون عنها لا يهتمون بها، بل يتهاونون بها. انتهى. وإذا كان هذا السهو يعرض للإنسان بسبب استرساله مع الوساوس والفكر في أمور الدنيا والإعراض عن تدبر الصلاة فعليه أن يأخذ بالأسباب التي تجنبه هذا السهو من الإقبال على الصلاة والإعراض عما سواها. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ينبغي للمصلي إذا حضر وقت الصلاة أن يتخلى عن كل شيء من أعمال الدنيا وشواغلها حتى يتجه ذهنه وتفكيره إلى عبادة ربه قدر الطاقة، فإذا تطهر ووقف في الصلاة وقف خاشعاً".