بعد مرور أكثر من شهرين علي حكومة الدكتور عصام شرف هل يري المواطنون أنها تؤدي عملها وفقاً للأولويات التي يريدونها؟.. اختلفت الآراء بين المواطن البسيط التي يريد احتياجاته الأساسية من مأكل بأسعار مناسبة وعلاج مجاني ومسكن مناسب.. وبين المثقفين الذين يرون أن البداية يجب أن تكون بتنظيم الحياة السياسية ووضع أساس للديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.. وإن كان الطرفان قد اتفقا علي أن يسبق تحقيق الأمن والاستقرار كل الأولويات.. ففقدان الأمن رغم مرور عدة شهور علي الثورة مازال يمثل علامة استفهام كبري؟!! ** ايمان محمود "موظفة بشركة الصرف الصحي": تحقيق الأمن أهم مطالبنا.. فكل يوم نتعرض لأعمال بلطجة في مكان السكن والشارع.. ويأتي ضبط الأسواق والأسعار علي رأس الأولويات حتي لا يقابل زيادة الأجور والمرتبات زيادة في الأسعار.. ونتمني تثبيت العمالة المؤقتة. ** أحمد حلمي "مهندس كهرباء" ويسري السعيد "محاسب": مواجهة العملاء والاهتمام بالمشروعات القومية وتوفير فرص العمل يجب أن توضع علي قائمة أجندة الحكومة. ** مسعد عبداللطيف "صنيعي" : مواجهة غلاء الأسعار علي رأس الأولويات وإن كان ضبط الأسواق والسيطرة علي جشع التجار أمراً صعباً فنطالب بالعودة للتسعيرة الاجبارية خاصة للسلع الأساسية فهل من المعقول أن تصل الطماطم إلي 8 جنيهاً وأكثر وأن نحرم من تناول اللحوم ولو مرة واحدة في الشهر..!! بعد أن تعدي سعر الكيلو خمسين جنيهاً. .. كذلك توفير الشقق للشباب ومحدودي الدخل؟ حيث إن أزمة السكن يعاني منها اعداد كبيرة من المواطنين.. فأنا مثلاً قدمت علي شقة في المحافظة منذ 8 سنوات ولم أحصل عليها حتي الآن ومازلت أقيم مع أسرة زوجتي. ** ثروت ثابت "موظف علي المعاش" : اعادة الأمن والانضباط أهم الأولويات المطلوبة من الحكومة وأن يستعيد جهاز الشرطة نشاطه ويكون للدولة يد حديدية في هذا الأمر.. ثانياً العمل علي تحسين الأحوال الاقتصادية وتنشيط حركة العمل بمؤسسات الدولة التي من شأنها زيادة الأجور والمرتبات وتفعيل الدور الأساسي للوزارات وفقاً لاختصاص كل وزارة. ** ضياء الدين عوض "محامي" ومحمد عبدالمنعم "مهندس": محاكمة الفاسدين من رموز النظام السابق الذي نهب الشعب أو المطالب التي تضع بداية لتواصل حقيقي مع الحكومة وأهم القضايا التي يعاني منها المواطن ارتفاع الأسعار والفساد الإداري والرشاوي وغيرها من الأنماط وتكاسل الموظفين عن أداء دورهم والمحليات التي يجب حلها واعادة انتخابها علي أساس جديد. ** محمود عبدالتواب "محامي": مطالب المواطن البسيط بسيطة أيضاً فهو لا يسعي لأي منصب أو ثروة لكنه يريد أولويات الحياة من طعام يكون خالياً من الأمراض بمسببات السرطان والفشل الكلوي التي انتشرت في أجسامنا وتوفير الخبز دون معاناة الوقوف في الطوابير.. إضافة لمسكن مناسب يسع أفراد الأسرة ثم العدالة الاجتماعية والقانونية التي لا تفرق بين وزير وخفير. ** مصطفي محمد "محامي" : وضع استراتيجية جديدة للتعليم أحد أهم الأولويات لأن الأمية وعدم مناسبة ما يتم تدريسه لسوق العمل هما السبب في ضعف التنمية وعدم القدرة علي المنافسة مع الدول الأخري.. كذلك اقترح أن يتم انشاء هيئة متخصصة تتلقي شكاوي المواطنين وتبحثها بجدية ولا يقتصر دورها علي توصيلها للجهات المختصة. ** د. نادية رضوان "استاذ علم اجتماع بآداب السويس" تقول أن الحكومة عليها أن تبدأ في توفير أساسيات الحياة التي تجعل المواطن المصري يشعر بالآدمية.. حيث أن حوالي 90% من المجتمع فقراء ومحتاجون.. فليس المطلوب بترتيب الأولويات وفقاً لما يراه المثقفون فقط كالحرية والديمقراطية وإقامة الدولة المدنية والانتخابات النزيهة لكن يجب مراعاة متطلبات البسطاء من مأكل ومسكن ووظيفة تضمن دخلاً يغطي أعباء المعيشة.. أشارت إلي أن معظم المواطنين لن يرضوا عن أداء الحكومة قبل تحقيق أولويات المعيشة وبعد أن تتقلص الفجوة بين الطبقات ثم تأتي بعد ذلك تنظيم الحياة السياسية والتنمية الاقتصادية وتحسين الأحوال الصحية والتعليمية لكن في نفس الوقت علي المواطنين التحلي بالصبر لأننا مازلنا في مرحلة انتقالية والحكومة تعاني من مشاكل مادية والأوراق لم تنظم بعد والوزارات تخشي اتخاذ قرارات سريعة لذلك فإن تنفيذ المطالب يحتاج فترة زمنية. ** د. أحمد خورشيد الأستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس: يري أن معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار وتفشي الأمراض بسبب المبيدات المسرطنة والقمح الفاسد وغيرها يجعل الأولوية الاهتمام بالزراعة ومحاولة الوصول إلي الاكتفاء الذاتي حتي لا يتم استيراد محاصيل فاسدة تسبب أوبئة وحتي نوفر ماينفق علي الاستيراد. ** د. صفوت العالم "أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة" أشار إلي أن استعادة الأمن لابد وأن يكون له الأولوية القصوي لحماية المواطنين من المخاطر وإعادة الانضباط للشارع مرورياً وسلوكياً حتي يكون لذلك مردوده الايجابي علي الحالة الاقتصادية والسياحة وتأتي في المرتبة الثانية استعادة الحكومة لإدارة شئون الدولة بشكل حاسم وايجابي وجاد واعادة الاستقرار لمؤسسات الدولة. أوضح أن الأدوار الخدمية التي تلبي احتياجات البسطاء من تحسين مستوي الصحة والمستشفيات والخدمات التعليمية والإدارية لابد وأن توضع أيضاً في الاعتبار ثم نفكر في ضبط ايقاع الأداء الاقتصادي للبنوك والبورصة والمؤسسات المالية وشركات التأمين واستعادة الحيوية الاقتصادية والاستثمار. ** د. فتحي شبانة "مدير مستشفي حميات امبابة" يقول إن اعادة الأمن يسبق كل الأولويات ثم تشغيل الشباب لأن البطالة السبب الرئيسي في انتشار السرقة والأعمال الخارجة عن القانون وكذلك ضرورة أن تدور عجلة العمل وتتوقف المظاهرات والمطالب الفئوية.. وأن يكون التعبير عن الرأي بطريقة حضارية بعد انتهاء وقت العمل حتي لا يتعطل الانتاج.. ويتواكب مع هذه المطالب بتطوير الأداء الصحي واحلال وتجديد المستشفيات والاهتمام بالعلاج المجاني للمرضي الفقراء وتحسين التعليم وتطوير المناهج وغيرها من الحقوق المشروعة.