علمت "المساء" بأن المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا قد أرسل خطابا إلي وزارة الخارجية يطلب منها اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية تجاه الدبلوماسي الإيراني سيد قاسم حسيني الموظف بمكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة الذي تم ضبطه في أحد المطاعم بالمهندسين ليلة أمس بتهمة التخابر لصالح إيران ضد مصر ومخالفته لبروتوكول التعاون الدبلوماسي. وعلمت "المساء" بأن هناك اتجاها لترحيل الدبلوماسي الإيراني المذكور وإعادته إلي بلاده خلال الساعات القادمة. كانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا التي باشرها المستشار طاهر الخولي المحامي العام قد أوضحت ان جهاز المخابرات العامة كان يراقب تحركات الدبلوماسي الإيراني الذي استغل حصانته الدبلوماسية وقام بجمع معلومات عن الأماكن الحيوية في مصر بعد الثورة إلي جانب معلومات عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وأرسلها عبر شبكة الإنترنت إلي مسئولين إيرانيين في طهران. كما كشفت الحقيقات إن الدبلوماسي الإيراني قام بتجنيد عناصر استخباراتية وكلفهم بتجميع معلومات سياسية واقتصادية وعسكرية عن مصر نظير مبالغ مالية خلال أحداث 25 يناير وقام بتكليفهم بمراقبة الأوضاع الأمنية بشمال سيناء وموقف الحكومة المصرية من الشيعة المصريين والوقوف علي أحوالهم ومشاكلهم في مصر.. وكذلك مراقبة الجهات والتنظيمات السياسية التي لها شعبية علي الساحة المصرية والتي ترغب في الحصول علي تمويل مادي من إيران بغرض الاقتراب منها والتنسيق معها. وقد قامت النيابة بحضور عملية القبض علي الجاسوس الإيراني في أحد المطاعم القريبة من منزله بالمهندسين وتم التحفظ علي جهاز كمبيوتر داخل منزله وجهاز لاب توب وهاتفين محمولين وبعض الخطابات التي كتبها بيده وتم فحص جهاز الكمبيوتر واللاب توب بمعرفة خبراء فنيين انتدبتهم النيابة لفحص البريد الالكتروني له.. كما طلبت النيابة تفريغ المحادثات الهاتفية منذ بدء ثورة 25 يناير وحتي إلقاء القبض عليه. أنكر الدبلوماسي الإيراني في التحقيقات جميع التهم الموجهة اليه وطلب من النيابة مواجهته بأي معلومات من شأنها الاضرار بالأمن القومي المصري.. وأكد ان الرسائل المضبوطة علي جهاز الكمبيوتر الخاص به تحتوي علي رسائل بريد الكتروني بعضها لأفراد أسرته لكي يطمئنوا عليه في ظل الأحداث التي تشهدها مصر والتي تحدث في الشارع وتتحدث عنها مصر كلها عبر شاشات التليفزيون والصحف. وأشار إلي أن أسرته كانت قلقة عليه بعد انتشار أعمال البلطجة والانفلات الأمني وهروب المسجونين وكان يرسل إليهم رسائل بالبريد الإلكتروني. مؤكدا لهم ان الأوضاع في مصر أصبحت مستقرة. وقال ان الخطابات التي قالت أجهزة الأمن انها تمت طباعتها من جهاز اللاب توب لا تخصه ولا يعرف عنها شيئا. ومن جانبه اكد المستشار القانوني للبعثة الدبلوماسية الإيرانية في القاهرة ان الدبلوماسي الإيراني برئ من كافة الاتهامات الموجهة إليه وانه سيتقدم بالمستندات التي تؤكد براءته من هذه الاتهامات وانه من المستحيل ان تزرع إيران شبكة تجسس لها في القاهرة.