هناك دلالات مهمة للغاية يمكن استخلاصها من الاشتباكات الدامية التي جرت في كربلاء بين قوات عراقية خاصة موالية لرئيس الوزراء نوري المالكي وانصار رجل الدين الشيعي المستنير محمود الصرخي والتي سقط جراءها نحو 50 قتيلا. إنها دليل علي أن غالبية الشيعة في العراق عند عهدنا بهم في انهم مستنيرون ويفضلون الحياة مع إخوانهم من العرب السنة والأكراد وباقي أطياف الشعب العراقي كما كان العراق عبر تاريخه. ويرفضون السياسات الطائفية التي سعي إلي تكريسها رئيس الوزراء نوري المالكي مدعوما للاسف ببعض رجال الدين والتي جلبت الويلات علي العراق. وأشهر ممثل هذا التيار الزعيم الشيعي مقتدي الصدر. لكنه ليس وحده في ذلك. هناك الشيخ محمود الصرخي الذي تجرأ ورفض نداءات علي السيستاني الطائفية للقتال "ضد السنة" في خطبة الجمعة الماضية مؤكدا أن ما يحدث في شمال العراق يهدد السنة والشيعة وكل أطياف الشعب العراقي. وأكد أنه من الأفضل التعامل مع الأمر بزاوية وطنية خالصة بدلا من إثارة نعرات طائفية جلبت الخراب للشعب العراقي. واستحق الصرخي العقاب لهذا النداء العاقل المتعقل فأرسل المالكي قواته الخاصة لتأديب رجل دين شيعي أعزل عقابا له علي آرائه. وكانت المفاجأة أنه استهان بشعبية الصرخي فوجد اتباعه يدافعون عنه بقوة ويهددون ببدء تمرد في جنوبالعراق. لا أحد يعرف إلي أين يقود المالكي العراق.