اصبح العراق تحت احتلال المليشيات حيث سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" علي مزيد من الأراضي العراقية أمام انسحاب قوات الجيش هناك . وكانت تكريت آخر المدن العراقية التي سقطت بأكملها في أيدي مسلحي "داعش" وذلك بعد اشتباكات عنيفة فيها لم تدم إلا لساعات معدودة. أكد شهود عيان سيطرة تنظيم "دولة العراق والشام" علي مبني الحكومة المحلية في تكريم ومركز محافظة صلاح الدين واختطاف محافظها أحمد الجبوري وتعتبر تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين التي تبعد 160 كيلومتراً عن بغداد ثاني مركز محافظة يخرج عن سلطة الدولة العراقية في يومين بعد سقوط مدينة الموصل التي تبعد 350 كيلومتراً شمال بغداد مركز محافظة نينوي في أيدي المسلحين. جاء ذلك في حين قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي إن متشددين احتجزوا 48 تركياً من القنصلية التركية في مدينة الموصل في شمال العراق وبين المحتجزين القنصل العام وثلاثة أطفال وعدد من أفراد القوات الخاصة التركية. أضاف ان المحتجزين نقلوا من مبني القنصلية إلي قاعدة تابعة للمتشددين وتابع أن السلطات التركية اتصلت بالجامعات المتشددة وأكدت انه لم يلحق أذي بأي منهم. وبسيطرة المتشددين علي القنصلية صار عدد الأتراك المتحجزين لديهم في الموصل 76 شخصاً ويأتي ذلك بعد يوم من خطف جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام لنحو 28 من سائقي الشاحنات الأتراك أثناء نقلهم شحنة وقود لمحطة طاقة في الموصل. أما في سامراء أفاد شهود عيان ومصدر أمنية بأن اشتباكات تدور بين قوات عراقية ومجموعات من المسلحين عند المدخل الشمالي للمدينة الواقعة علي بعد 110 كيلو متر شمال بغداد. جاء ذلك في حين قررت قيادة عمليات بغداد بإغلاق مداخل ومخارج العاصمة بشكل يومي بدءاً من الساعة العاشرة مساء وحتي السادسة صباحاً وأكد الناطق باسم قيادة العمليات العميد سعد معن ان الدخول والخروج من مداخل ومخارج العاصمة سيمنع بشكل تام بعد العاشرة مساء وقبل السادسة صباحاً وان التنفيذ سيكون فورياً. كما بدأت قوات البشمركة الكردية الانتشار في مناطق عدة من محافظات صلاح الدين ونينوي وكركوك بالتوازي مع بدء القوات العراقية عملياتها الرامية لاستعادة مناطق سيطر عليها تنظيم دولة العراق والشام. قالت مصادر كردية إن رئيس الإقليم مسعود بارزاني أعطيپالضوء الأخضر لقوات البشمركة لتنفيذ هذا الانتشار والاستعداد لدعم الجيش المركزي في العملية الأمنية المقبلة. جاء انتشار تلك القوات في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد في وقت أكد فيه مكتب رئيس الوزراء العراقي ان الجيش تمكن من طرد الجماعات المسلحة من قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين كما حرك الجيش قطعاته من محافظة صلاح الدين باتجاه الموصل بمحافظة نينوي معززة بغطاء جوي كثيف في وقت شنت طائرة حربية غارات علي معاقل المسلحين فيپالمدينة التي سقطت بيد تنظيم "دولة العراق والشام". أعربت مصادر عسكرية عن خشية بعض القادة العسكريين والسياسيين من ان يشكل تعزيز الجيش بآلاف المتطوعين من المحافظات الواقعة بوسط وجنوب البلاد غطاء لإشراك ميلشيات طائفية بالمواجهات. في غضون ذلك أقدم مسلحون علي إعدام 15 عنصراً من الجيش والشرطة وقوات الصحوة في مناطق يسيطرون عليها في ناحيتي الرياض والرشاد ومنطقة الطالقية في محافظة كركوك. كانت القوات العراقية أخلت مواقعها في الموصل ومناطق متفرقة من نينوي وصلاح الدين وكروك الأمر الذي سمح لمسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلي "تنظيم الدولة الإسلامية فيپالعراق والشام" بالسيطرة عليها. في موازة هذه التطورات الميدانية شهدت مناطق أخري من البلاد سلسلة من أعمال العنف التي عادة ما تضرب العراق بشكل شبه يومي حاصدة مزيداً من الأرواح في صفوف المدنيين ولقي 20 شخصاً في هجوم انتحاري استهدف مجلس عشائري شيعي في مدينة الصدر ببغداد في حين لقي 4 أشخاص مصرعهم في تفجير سيارتين مفخختين في ساحة الخنافسة بكربلاء وفي حي الكاظيمة شمال العاصمة بغداد لقي 12 شخصاً حتفهم وأصيب 35 آخرون بجروح في حصيلة أولية لتفجير انتحاري بحزام ناسف في ساحة عبدالمحسن الكاظمي.