مازالت أزمة استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 قائمة وتوابعها مستمرة يوماًپبعد الآخر لاسيما بعدما نشر في وسائل الإعلام العالمية حول تورط مسئولين كبار في فضيحة رشاوي لتفوز قطر بحق تنظيم مونديال 2022 كان آخرهم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اليويفا ومن قبله عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والعديد من أعضاء المكتب التنفيذي بالفيفا. الأزمة الحالية حول الفساد في تنظيم مونديالي روسياوقطر تحولت إلي حرب دولية بالفعل وليس مجرد هيئات رياضية فقط لاسيما انه في حالة ثبوت الفضيحة بالنسبة للأسماء التي تم ذكرها إعلامياًَ بتلقي رشاوي فإن ذلك سينعكس علي دول هذه الشخصيات أيضاً. لعل هذا ما دعا الفرنسي ميشيل بلاتيني للرد سريعاً علي اتهامه بتقاضي رشوة من أجل التصويت لصالح قطر قائلاً: إن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يجب أن يعد التصويت لاختيار بلد يستضيف كأس العالم 2022 بدلاً من قطر إذا ثبت صحة مزاعم الفساد التي شابت اختيار تلك الإمارة الصغيرة لتنظيم المونديال. قال إنه ليس نادماً علي تصويته لقطر وانه مازال يري هذا البلد الاختيار الصحيح للفيفا ولعالم كرة القدم لكن إذا ثبت صحة مزاعم الفساد يجب أن يكون هناك تصويت جديد بل وعقوبات أيضاً. أوضح قائلاً: قرأت جملة بلاتيني فاسد في كل الصحف ووكالات الأنباء بأمانة إنه شيء مؤلم كان اللقاء الذي تحدثوا عنه ببساطة إفطاراً مع زميل عمل.. لقد رأيت بن همام نحو 10 آلاف مرة في 15 عاماً فلماذا اجتمع معه سراً. ولكن هذا اللقاء ليس كل شيء بالنسبة لبلاتيني فهناك أيضاًپنجله الذي يعمل مديراً تنفيذياً لشركة بوردا المملوكة لقطر وأيضاً اللقاء الذي جمع بلاتيني مع الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي في قصر الإليزيه بحضور أمير قطر في نوفمبر 2010 قبل أيام من إجراء عملية التصويت ثم قيام قطر بعد عام من التصويت بشراء نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ووضخ أموال بمئات الملايين من اليوروهات. رغم تركيز وسائل الإعلام الغربية وتحديداً انجلترا التي تتزعم حملة ضارية لسحب المونديال من قطر علي ان الرشاوي جميعها ذهبت إلي إفريقيا ومنطقة الكاريبي إلا أن الزج باسم بلاتيني سوف يزيد من الإثارة للقضية ويضاعف من الضغوط الملقاة علي مسئولي الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا. تهدف إنجلترا تحديداً من هذه القضية إلي إفساد عملية التصويت التي تمت علي مونديالي 2018 الذي تنظمه روسيا وتدور حوله تحقيقات مماثلة أيضاً 2022 الذي تستضيفه قطر خاصة انها كانت من بين المرشحين لاستضافة مونديال 2018 وكانت تريد الترشح لمونديال 2022 لولا قرار الفيفا بعدم تنظيم أي قارة للمونديال دورتين متتاليتين وان كأس العالم يجب ان يذهب إلي كل القارات ولا يكون مقتصراً علي قارات بعينها. والمؤكد ان الدول التي ترشحت للموندياليين خاصة الكبري منها في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي خسرت أمام قطر واستراليا وكوريا واليابان بالإضافة إلي انجلترا كل منها يأمل في انتهاء الأزمة بإعلان تورط قطر في فضيحة الرشاوي وسحب التنظيم وإعادة عملية التصويت مجدداً. لكن إنهاء الأزمة لن يكون بهذه السهولة إطلاقاً خاصة ان التحقيقات الجارية حالياً من قبل الفيفا بواسطة المحامي جارسيا سوف تنتهي رسمياًپيوم الاثنين المقبل بعد الانتهاء من الاستماع إلي كافة الشهود في ملفي روسياوقطر بينما سيتقدم بتقريره إلي لجنة التحكيم بالفيفا عقب نهاية مونديال البرازيل حتي لا يؤثر ذلك علي البطولة الحالية وتجذب الأنظار إعلامياً عن مونديال السامبا لكن لن يمر شهر يوليو المقبل علي أقصي تقدير وإلا ويكون القرار النهائي قد صدر لغلق هذا الملف تماماً إما بالإدانة أو التبرئة. ما يزيد الشكوك حول فضية الرشاوي تردد اسمي محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق وجاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف وكلاهما كان نائباً لرئيس الفيفا جوزيف بلاتر وقت التصويت ولكنهما خرجا بعذ ذلك من دولة الفيفا إجبارياً بتقديم الاستقالة وذلك بعد اتهامهما بالفساد المالي حتي ان جاك وارنر هدد وقتها انه في حال ملاحقته من قبل الفيفا فسوف يكشف عن ملفات فساد سوف تطول الجميع بلا استثناء. بالفعل تم غلق ملف الاتهام للرجل مقابل تقديم استقالته وبالمثل مع بن همام القطري الذي كان قسوة في التعامل معه حيث صدر بحقه قرار بالفساد المالي بعد إعلان ترشحه لمنافسة بلاتر في الانتخابات وتقديم رشاوي لأعضاء اتحاد الكاريبي بوساطة من وارنر ليطيح بلاتر بوارنر بعد انكشاف خيانته له. نفت قطر بالفعل رسمياً كل ما تردد حول وقائع الفساد وأكدت أيضاً ابتعاد بن همام عن ملفها للمونديال وانه لم يكن له أي صلة به علي الإطلاق ولم يتدخل من قريب أو بعيد. لن تصمت قطر أيضاً أمام محاولات سحب تنظيم المونديال منها خاصة بعدما بدأت بالفعل في أعمال البنية التحتية للملاعب وغيره مما قد يدفعها إلي اللجوء للمحاكم الدولية حال صدور قرار السحب. يواجه مونديال قطر الكثير من الانتقادات منذ اللحظة الأولي التي أعلن فيها عن الفوز بالتنظيم ما بين ارتفاع درجات الحرارة وقعت البطولة والتي تصل إلي 50 درجة مئوية ثم ما وصف بأعمال العبودية بشأن العمال الذين يعملون في الملاعب الجديدة في قطر الخاصة بالمونديال وغيره من انتقادات أخري مما يؤكد ان تنظيم قطر لمونديال 2022 علي كف عفريت بالفعل.